تأثير نزوح الاخوة السوريين على معيشة الفلسطينيين في لبنان
بقلم: فتح وهبة
"ظروف صعبة يعيشها الفلسطينيون في لبنان"، هذا باختصار ما يمكن قوله عن أوضاع اللاجئين، وهذه الخلاصة يمكن أن يصل إليها أي إنسان عادي إذا ما قام بجولة واحدة فقط، لمرة واحدة فقط، في مخيم واحد فقط.
وإن استطلعت آراء الشباب في المخيمات والتجمعات الفلسطينية وجدت نسبة كبيرة منهم حلمها بالسفر إلى الخارج .
ولا تزال نسبة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين تعيش تحت خط الفقر، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بسبب ندرة فرص العمل ومنع الفلسطينيين من ممارسة الكثير من المهن.
والعنصر الآخر الذي أسهم في تردي الأوضاع الإقتصادية هو تقليص الأونروا لخدماتها في مختلف المجالات، واضطرار اللاجئ إلى تحمل فاتورتها، فضلاً عن الارتفاع المجنون للأسعار العالمية، وخاصة السلع الغذائية. واضيف الى دالك لجوء الاخوة السوريين والفلسطينيين السوريين الى لبنان والى عدد كبير من المخيمات الفلسطينية ومشاركتهم فرص اعمالهم في المخيمات والتي هي اصلا نادرة مما انعكس سلبا على معيشة وحياة الفلسطينيين داخل المخيمات ومما زاد الطين بله.
لقد ادى هدا اللجوء الى تفاقم الوضع المزري للمخيمات وزيادة عدد العاطلين عن العمل كثيرا بين الفلسطينيين القاطنين داخل المخيمات فالمعروف للجميع ان رخص اليد العاملة السورية قد خطفت الكثير من فرص العمل للمهنيين والعاملين الفلسطينيين ,فالاخوة السوريين كان الله في عونهم بسبب تأمين لقمة العيش والمسكن مستعدين للعمل بأبخس الاثمان والاجور
في كافة المجالات المهنية مما زاد الطلب عليهم وجعل عدد كبير من الفلسطينيين عاطلين عن العمل اضف الى دالك فرق العملة
ان الاونروا اليوم مطالبة بدعم ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين من سكان لبنان في كافة المخيمات بسبب تأثرهم بنزوح الاخوة السوريين من خلال مساعدات مالية وغدائية
ان الازمة السورية تبدو للمحللين طويلة ولا يوجد حلول لها على المدى القصير وهدا يزيد من تفاقم الحياة المعيشية للفلسطينيين داخل المخيمات ويزيد البطالة بين الشباب ان نسبة البطاله اليوم تخطت رقم
56 في المئة مقارنة مع السنتين الماضيتين (وهي تعني الأشخاص الذين هم في سن العمل ولا يعملون، وليسوا من الطلاب ولا من الحوامل ولا مرضى). ان حجم القوة العاملة يبلغ حوالي 120 ألف شخص يعمل منها 53 ألفاً. وتبلغ نسبة النساء من بين الفئة التي تعمل 13 في المئة، مقابل 65 في المئة من الرجال.
21 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين العمال، يعملون في أشغال موسمية، وسبعة في المئة منهم فقط وفقا لعقود عمل
اما من حيث توزعهم على القطاعات الاقتصادية، يعمل 72 في المئة من الفلسطينيين في القطاع الخاص للخدمات (أي المهن التي لا تتعلق بالحكومة ولا بالجمعيات الأهلية، ولا الصحة والتعليم)، و17 في المئة في قطاع البناء، وسبعة في المئة في الزراعة، وثلاثة في المئة في الصناعة .
معاناة الشباب الفلسطيني في لبنان لا تحتاج لكثرة تشخيص، وللنهوض بشبابنا الفلسطيني لابد من :
- إعطاء الشباب الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية، والمساهمة في صناعته وتأهيله
- بناء المؤسسات الخاصة بالتنمية البشرية، وتيسير الزواج، والمؤسسات التعليمية والمهنية..
- تعاون الفصائل والمؤسسات في المخيمات لمكافحة الفساد ومساعدة الشباب
- أن تعمل "الأونروا" على الإصلاح التربوي وصناعة الانسان ومحاربة الفساد، وعلى رأس ذلك انتقاء المدرسين الأمناء دعاة التغيير أصحاب الرسالة، وإعطاء مادة التربية الإسلامية حقها.
المصدر: دنيا الرأي