تداعيات القرار المصري بحق حركة حماس
بقلم: عماد الحديدي
لم يكن
إعلان حركة حماس من قبل القضاء المصري بأنها حركة إرهابية مفاجئاً، بل جاء في سياقه
الطبيعي، فمنذ عزل الرئيس محمد مرسي وشيطنة حماس في الإعلام المصري تزداد وتيرتها حتى
وصل الحد ببعض الإعلاميين برفع الأحذية لضرب رؤوس حماس في حين توسل آخر لدى العدو الصهيوني
ليضرب حماس وغزة، بل وصل التحريض إلى أبعد من ذلك إلى الفعل المباشر حين سقط شهيد برصاص
الجيش المصري على الحدود المصرية الفلسطينية، والأيام القادمة تنذر بما هو أشد وأسوأ،
لذلك جاء قرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية لينهي الجدل اللامتناهي حول العلاقة
المصرية الحمساوية وهل كل هذا التحريض هو مجرد نزوات لهؤلاء الإعلاميين وليس له أصل
عند صناع القرار وخاصة الأجهزة السيادية وعلى وجه الخصوص العسكرية والأمنية والدبلوماسية،
فكان القرار القضائي والذي هو بنظر معظم المحللين قرار سياسي بامتياز، أي أن القضاء
عبر وبصريح العبارة عن نتائج المباحثات واللقاءات الداخلية المصرية التي تجري في الغرف
المغلقة، ولكن ما هي تداعيات هذا القرار القضائي على حركة حماس وجناحها العسكري
"عز الدين القسام"؟؟ والذي نلخصه بما يلي :
- أنه
الكأس الذهبي الذي جاء بالضربة القاضية في الملاعب الدبلوماسية ليقدم ويهدى للعدو الصهيوني
بدون مقابل.
- وضع
حداً للصراع الإسرائيلي العربي قبل الإسرائيلي الفلسطيني بأن العرب قد تنكروا للقضية
الفلسطينية برمتها والتي أصبحت من الماضي وحملاً ثقيلاً على عاتقهم وآن الأوان أن تلقى
في مهب الريح! فإن كان شارون قد تمنى أن يبتلع البحر غزة فإن البحر بذلك يكون قد ابتلع
القضية الفلسطينية كاملة، فهنيئاً لك رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.
- ضرب
كل التحركات العالمية الإنسانية المساندة للشعب لفلسطيني وغزة قبل التحررية في الصميم
وجاء في توقيت ذكي جداً، في ظل الرفض العالمي لما يحدث في البلاد العربية من فوضى وهرج
ومرج تحت ما يسمى بالإرهاب والتي أصبحت أشهر كلمة في العصر الحديث، فوصف حماس بالإرهاب
يعني حماس هي داعش أي الذبح والقتل والحرق والرمي من المباني الشاهقة المرفوض والمحارب
دولياً فلذلك لا تعاطف مع الإنسانية ولا تعاطف مع التحررية، وبالتالي شرعن هذا القرار
العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وغزة تحت ما يسمى محاربة الإرهاب الذي سيجد له
أعواناً وأنصاراً.
- زاد
هذا القرار التشرذم والانقسام الفلسطيني حيث جاء لصالح طرف على حساب طرف آخر فإذا كانت
المصالحة التي لم تراوح مكانها بعد تمسك بشعرة معاوية التي يتغنى بها الطرفان، فإن
هذا القرار جاء لينصر طرفاً على حساب طرف آخر بل يشجعه على شد الشعرة ليقطعها، وتصريحات
التشفي واللوم والتحريض الفتحاوي خير شاهد، أي أننا على أبواب حرب أهلية جديدة بدعم
إقليمي صهيوني تعد وتطبخ الآن وما رائحتها عنا ببعيد.
- تشديد
الحصار المفروض على غزة وإحكام إغلاق معبر رفح والحدود أي الموت البطيء لأهل غزة في
جنبات سجنهم الكبير ودفعهم للانفجار ضد بعضهم البعض ومعاقبتهم على احتضانهم للمقاومة
وحماس فلا علاج ولا تعليم ولا عمل ولا سلاح ولا أموال ولا حتى أكفان، أي لا مقومات
الصمود والبقاء ولا مقومات الإعداد والاستعداد، أي مطلوب مرضى وعاهات عراة بدون عتاد
ولا سلاح لتكون الجولة الرابعة التي ليس بعدها خامسة كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي
أفيغدور ليبرمان...
البنود
تطول بطول عمر قضيتنا ولكن في النهاية هل من عاقل يوقف هذا التدهور الجنوني للقضية
الفلسطينية؟؟.
المصدر:
فلسطين أون لاين