تدويل حق العودة، وإنقاذ اليرموك ..
بقلم: مازن صافي
لا وقت للانقسام .. لا وقت للاختلاف .. اليرموك
ينزف كما غزة كما القدس .. أرضنا تسرق وحصولنا يحرق وشبابنا يقتل ويعتقل ويطرد .. ولا
مجال أمام اليمين المتطرف الا مصالحتنا ووحدتنا وتماسكنا .. ماذا ننتظر أكثر .. لشعبنا
حقه في الحرية .. لدينا طموحات في مستقبل أفضل .. ونتفق جميعا على هذا .. ألا يكفي
لننطلق .. ألا يكفي .. يقول لي أصدقائي أن كل الجمل الجميلة التي كنا نسجلها لم يعد
لها مكان .. يقول رجل الشارع أنه لم يعد متفائل .. يقول الطالب أنه سيتخرج ليلتحق بركب
حملة الشهادات العاطلين عن العمل .. ولا نحتاج لاستبيان يبين لنا أن الرأي العام يقول
أن الواقع سيء ومرير ..
علينا أن نقرأ السطور الإقليمية بكل وضوح، علينا
أن نستغل الظروف التي تمنح لنا .. لا مجال لفرص إضافية .. الواقع العربي المحيط يتغير،
وسرعة التغيير ستكون أسرع مما نتوقع ..
وكذلك علينا أن نقرأ وبوضوح النهج الزمني الذي
تعمل من خلاله (إسرائيل) دولة الاحتلال، فهي تعتبر أن مرور الزمن في صالحها وبالتالي
أي متغيرات إقليمية تعمل على استثمارها، وإطالة أمد الاحتلال وإضعاف القضية الفلسطينية
من خلال تشتيت الجهود، وتفتيت أي عوامل قوة مجتمعية، ونحن نرى كيف أن التشتيت الفلسطيني
أثر على مواجهة التحديات في مخيمات الشتات .
الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل ذلك، ويقوم بفرض
سيطرته الكاملة على الحياة الفلسطينية، ولم ينجح المجتمع الدولي في أن يجبر (إسرائيل)
على إنهاء احتلاله، بل أن المجتمع الإسرائيلي أصبح أكثر تطرفا تجاه الحقوق الفلسطينية،
وبالرغم من المفاوضات واللقاءات الطويلة والصعبة والمتشعبة، إلا أن الاحتلال يبق هو
الاحتلال، والعنجهية تزداد وقاحة وعدوانا ، والاستيطان باقٍ، وبل انه يتمدد ويتضخم
كالسرطان، والقدس التي صدرت بحقها العديد من القرارات الدولية، إلا أنه محاصرة بجدار
العزل العنصري، ويجري تهويدها، ويمنع السكان هناك من بناء أي حجر أو ترميم أي بنيان
قديم، في المقابل نجد أن الاحتلال يعمل على زيادة رفاهية اليهود، وفقر الفلسطينيين،
وتتحكم (إسرائيل) في الاقتصاد الفلسطيني، من خلال اتفاقية باريس "وليدة اتفاق
اوسلو"، هذا الاتفاق الذي وصفه نتنياهو قبل عشرين عاما بأنه "إتفاق كارثة"،
وعمل أبان فترة رئاسته آنذاك على تفريغه من مضمونه وبل تعطيل مراحله اللاحقة، واليوم
تمارس (اسرائيل) القرصنة الاقتصادية، في خطوة تعدم بها "إتفاقية باريس" والنتيجة
هي تردي الأوضاع الفلسطينية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بصورة كبيرة وضاغطة،
ولا ننسى والعدوان العسكري الذي يدمر في كل مرة الموارد والتنمية البشرية، وكأنه يقضي
على بعض النتائج الإيجابية لإتفاقية أوسلو، أي استغلال عامل الزمن وبصورة خفية للعودة
الى ما قبل أوسلو، وأضف على ذلك تدمير إمكانية النهوض الفلسطيني، ومقاومته للاحتلال،
ويصمت العالم أمام إجرام الاحتلال، مما يغري المحتل على العودة مرة تلو المرة لممارساته
العدوانية الدموية والتي لا تستثني أحد ولا تفرق بين أي من الشعب الفلسطيني .
اليوم مخيم اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني، يجب
تفعيل تدويل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين
ومنها القرار رقم 194، وهذا هو القرار نفسه الذي عندما وافقت الجمعية العامة للأمم
المتحدة على طلب (إسرائيل) الانضمام إلى الأمم المتحدة، جاء في قرارها رقم 273 أنه
جاء بناءً على تعهد إسرائيل بتنفيذ القرار رقم 194 (قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين.)
ولكن (إسرائيل) لازالت تمارس لعبة "الزمن الطويل" ولم تنفذ القرار، ونظرا
لأن الوضع الحالي الانساني والعسكري في المخيمات الفلسطينية، في أسوأ حالاته، ومخيم
اليرموك خاصة هو الكارثة بعينها وهو يستدعي بذل كل الجهود العربية والاقليمية والدولية
لكي لا تذوب قضيتهم وتتحول مع الزمن الى إغاثة انسانية بعيدا عن قضيتهم القانونية والدولية.
المصدر: شبكة فلسطيني الإخبارية