تمارين الذل في الضفة الغربية
بقلم: إياد القرا
خلال تشييع جثمان الشهيدة رهام دوابشة والدة الطفل الرضيع
الحريق علي دوابشة وزوجة الشهيد سعد، لخص النائب أحمد الحاج علي عن كتلة التغيير والإصلاح
المشهد في الضفة الغربية بالقول إن الحقيقة المرة هي أن المستوطنين قد استأسدوا بعد
أن غابت المقاومة وأن السبيل لمواجهة الاحتلال، هي بالمثل الشعبي "ما حك جلدك
مثل ظفرك".
الحقيقة المرة هي أن المقاومة في الضفة الغربية محاصرة ومطاردة
على الرغم من أنها هي الحل الوحيد لمواجهة جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال، وهو المشهد
الذي ظهر من خلال محاولة قمع المتحدث النائب الحاج علي من قبل أزلام الأجهزة الأمنية.
تمارين الذل التي تمارسها الأجهزة الأمنية ضد المواطنين بهدف
إخضاعهم وعدم إعطائهم فرصة لمواجهة المستوطنين والتصدي لجرائمهم هي سياسة قديمة جديدة
تمارسها ضد كل صوت يرتفع في وجه الاحتلال أو يطالب بوقف التنسيق الأمني ورفض سياسة
طمس الهوية التي تتم وآخرها عبر المناهج التعليمية بمحو الهوية الفلسطينية للنضال الشعبي
عبر تدريس الطلاب قصة "روميو وجولييت"، وقبل ذلك الأغنية التي تدعو إلى مقاومة
الاحتلال بالليمون.
هي جزء من التمارين لصناعة الفلسطيني الجديد، وهو ذاته الذي
كان يرغب محمود عباس هذا الأسبوع بإحضاره إلى المجلس الوطني لأداء تمارين الذل وتقديم
قرابين الطاعة والولاء لسلطة التنسيق الأمني، واستمرار مشاريع التسوية، إلا أن هناك
من تصدى لهذه التمارين ورفضها.
الرفض الكبير لعقد المجلس الوطني هو رفض لتمارين الذل التي
كان يرغب عباس في إجبار الفصائل الفلسطينية على أدائها، وهو ما سيسجله التاريخ بنور
لعدد من القوى والفصائل الفاعلة وفي مقدمتها الموقف الصريح والعلني لحركة حماس لمواجهة
سياسة التفرد التي يقودها عباس، وهي دعوة بقوة من حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت
موقفاً واضحاً برفض سياسة عباس بالتفرد بالمؤسسات الفلسطينية.
الحال ذاته عبرت عنه الجبهة الشعبية برفضها سياسة عباس في
الذهاب إلى المجلس الوطني، وقد قادها في هذا التحرك قيادتها في السجون وخاصة أحمد سعدات
وخالدة جرار، وأظهر الموقف أن القوى الفلسطينية لا زالت قادرة على التأثير على الساحة
الفلسطينية وصد السياسة القمعية والابتزاز الذي يتبعه عباس ضد بعض الفصائل المنطوية
تحت لواء منظمة التحرير من خلال تهديدها بوقف الامتيازات ووقف الدعم المالي عنها.
عملية المقاومة أمس في نابلس ضد المستوطنين هي رفض لتمارين
الذل التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، ورفض عقد المجلس الوطني هو أيضاً رفض فلسطيني
لتمارين الذل التي يمارسها عباس ضد القوى الفلسطينية الفاعلة والحرة.
المصدر: فلسطين أون لاين