القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

ثمن حياة طفل فلسطيني: 4000 دولار!!

ثمن حياة طفل فلسطيني: 4000 دولار!!
 

لا تشبه حياة عماد غازي شناعة (9 سنوات) حياة الأطفال الآخرين.الفارق بينه وبينهم شاسع جداً، فهم يعيشون أيامهم بفرح، أمّا هو، فيعيش يومه منتظراً اليوم الذي سيلي عسى أن يأتيه «فاعل خير» بثمن كلية عطّلت حياته ولا تزال. يحتاج الطفل، الذي ترافقه الأوجاع منذ ولادته، إلى إجراء عملية مستعجلة لاستبدال كليته اليمنى المتوقّفة كلياً عن العمل وحماية الكلية اليسرى المهدّدة أيضاً، بكلفة تبدو باهظة جداً بالنسبة إلى عائلة لا تقدر على توفير احتياجات يومها. 4 آلاف دولار كافية جداً لعودة عماد إلى طبيعته، لكن من أين تأتي الوالدة فاتن القاضي بالمبلغ؟ من وكالة الأونروا؟ من التبرعات؟ من منظمة التحرير الفلسطينية؟

لا تملك القاضي من يعينها على مواجهة المأساة، لا زوجها الذي انفصلت عنه منذ سنوات، ولا حتى الأونروا التي أبلغتها أنّها قد تعطيها بدل تعويض بعد إجراء العملية. هنا، تشير القاضي إلى أنّ «الوكالة لم تجزم بذلك، ولم تتكفّل أصلاً بأتعاب العملية».هكذا، لم يعد أمام الأم إلّا صفحات الفايسبوك تنشر فيها معاناتها، لعلّ أحداً ما يساعدها. تقول القاضي إنّها نشرت القصة على الإنترنت فحظيت بدعم معنوي واسع تتمنى أن يترجم إلى دعم مالي. تروي الوالدة التي التقتها «الأخبار» معاناة طفلها التي بدأت في عمر 9 أشهر، إذ «اكتشفنا أنه يعاني انسداد مجرى البول والتهابات أثّرت لاحقاً في عمل كليته، فتعطّلت اليمنى بصورة شبه كاملة، وتضررت اليسرى».تضيف الوالدة بحزن إنّ «التقرير الطبي يشير إلى ضرورة إجراء عملية طارئة لاستئصال المجرى في اليسرى، وإنّ أقصى حد لحجز موعد لإجراء العملية على حد ما أبلغها الأطباء المعاينون هو الحادي والعشرون من الجاري».من اليوم وحتى هذا التاريخ، لا تملك الأم إلّا نصف المبلغ، وتتحدث عن كيفية جمع الباقي، فتلفت إلى أنها دُعيت أخيراً للمشاركة في نشاط للأونروا تتحدث فيه عن تجربتها كامرأة فلسطينية عاملة، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة.في اللقاء، قرّرت الأم أن تطلق «صرخة ألم عن عذابات ابني»، خاطبت الحضور قائلة: «جئت لأقول لكم إنّ طفلاً معذّباً يحتاج إلى حنان إنساني، وابني عماد حمّلني أمانة أنقلها إليكم وهو يستصرخ ضمائركم، لا تتركوني يا سادة فريسة التخلي كي لا أموت».الصرخة التي أطلقتها الأم أبكت بعض الحاضرين، فكانت نتيجتها الأولى بعد دقائق حيث جمع موظفو وكالة الأونروا على عجل مغلّفاً فيه مليون ليرة لبنانية، ثم أرفقوه بعد فترة بمبلغ 600 ألف ليرة لبنانية، ضمّتها الوالدة إلى مبلغ ألف دولار كانت قد حصلت عليه من صندوق الضمان الصحي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإلى مبالغ صغيرة جداً تبرّع بها بعض المحسنين.إذا تمكّنت الوالدة من جمع ما بقي من المبلغ قبل الحادي والعشرين، فقد يُجري عماد العملية، ويهدي إلى والدته «أجمل هدية لمناسبة عيد الأم، وقد يهديه المحسنون الروح لمناسبة عيد الطفل الذي يصادف في اليوم التالي».

المصدر: الأخبار