القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جدل في فلسطين المحتلة: تطبيع... لا تطبيع!

جدل في فلسطين المحتلة: تطبيع... لا تطبيع!

بقلم: أمجد سمحان

«تطبيع... مش تطبيع». هذه هي خلاصة حالة الجدل في الشارع الفلسطيني خصوصاً، والعربي عموماً، على خلفية الزيارات الدينية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في الارض الفلسطينية، وتحديدا في مدينتي القدس وبيت لحم، وهو سؤال يتكرر بخصوص الزيارة المقبلة للبابا فرنسيس إلى فلسطين، بصحبة رجالات دين بينهم بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي.

وتمتد زيارة البابا فرنسيس إلى الارض الفلسطينية من 24 إلى 26 أيار الحالي، حيث يبدأها في الاردن ثم ينتقل إلى بيت لحم، قبل أن يختتمها في القدس حيث سيجري هناك صلوات ولقاءات وزيارات تشمل زيارة الحائط الغربي للمسجد الاقصى، ووضع اكليل زهور على ضحايا المحرقة « ياد فاشيم».

ويبقى السؤال: إن كانت زيارة البابا لا بد منها لعرف سائد لدى الفاتيكان، فماذا عن زيارة الراعي؟

وزير الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش قال لـ«السفير» إن «موقفنا واضح ولا يقبل الشك، مرحّب بهذه بالزيارة، ونحن نعتبرها في سياق دعم الحق الفلسطيني ودعم هوية الارض الفلسطينية، وهي تمثل كسرا للحصار الاسرائيلي الذي يحاول الاحتلال فرضه على الشعب الفلسطيني».

واعتبر الهباش ان زيارة البطريرك الراعي تعبر عن الموقف الفلسطيني «فنحن نعتبر انفسنا مع لبنان في خندق واحد، ونعتبر التواصل اللبناني ــ الفلسطيني مهماً لكسر مساعي اسرائيل لعزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي». اضاف: «اذا كان لبنان في مشكلة مع اسرائيل فكلنا في مشكلة معها بسبب الاحتلال، وهذا الاحتلال لا يجب أن يكون مبررا لفرض مزيد من العزلة علينا. إن عدم المجيء الى فلسطين المحتلة والتواصل مع شعبها هما تطبيع مع الاحتلال وليس العكس».

من جهته، قال حسن يوسف القيادي في حركة «حماس»، خلال اتصال مع «السفير» إن «هذه زيارة غير مرحب بها»، مشيرا إلى أنه «شئنا أم أبينا هي تطبيع مباشر مع الاحتلال ورضوخ له وقبول بسيطرته على فلسطين».

واضاف يوسف، الذي بدا ممتعضا جدا من فكرة الزيارات الدينية إلى الاراضي الفلسطينية في ظل وجودها تحت الاحتلال: «عند طلب الدخول إلى فلسطين لزيارة أماكن مقدسة هناك موافقة ستمنح أو لا تمنح من قبل الاحتلال، وكأننا نقول له نعم انت تسيطر على فلسطين ولك الحق في رفض أو قبول من يدخل إليها، وهذا غير مقبول إطلاقا».

واشار يوسف إلى أن زيارة الراعي بصحبة البابا «غير مرحب بها، لأنها تتنافى مع ما قرره علماء الأمة المسيحيين والمسلمين بأن زيارة القدس في زمن الاحتلال محرمة». داعيا إلى «التراجع عنها فورا لأنها تجسد سيطرة الاحتلال على مقدساتنا».

من جانبه، حنا عيسى أمين عام «الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات»، قال إن «زيارة الراعي تحديدا فيها حالة من الالتباس، رغم أننا نرحب بأي ضيف عربي يأتينا، إلا أن الحالة اللبنانية فيها اشكالية كون لبنان في حالة عداوة مع اسرائيل». اضاف: «في النهاية نحن نحترم الارادة اللبنانية المعبر عنها في السياسة التي ترى أن اسرائيل عدوا». وتابع قائلاً: «يجب عليه ان ينطلق من هذا الاساس، وأن يكون له موقف متوافق مع السيادة اللبنانية، وفي النهاية زيارته هي مسألة داخلية بين الاشقاء اللبنانيين، ونتمنى ان يتم حلها داخليا وبالتوافق».

واعتبر عيسى أن الزيارات الدينية إلى فلسطين عموما «لا يمكن اعتبارها تطبيعا أو غير تطبيع، فهي تعتمد على الجهة والشخص، فهناك من يأتون هنا للحج لا يمكن ان نقول عنهم مطبعين، وهناك من يستغلون الدين لزيارة المنطقة لأسباب أخرى، قد يكون منها التطبيع».

المصدر: السفير