القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

حتمًا سنعود

حتمًا سنعود

بقلم: حسام الدجني

لم يتأخر أحد من قادة الاحتلال والسفراء الأجانب عن تلبية دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للاحتفال بذكرى ميلاد والده المئة، وبينما القاعة تضج بالحضور ألقى والد نتانياهو كلمة أبرز ما جاء بها قوله: "ما دام الشعب الفلسطيني لم ينس نكبته ومازال يحتفل بها؛ لا مستقبل لدولة (إسرائيل)".

نعم، العودة حق كالشمس، لن يستطيع أي كان أن يتنازل عنها، فهي حق فردي لكل اللاجئين الفلسطينيين، كفلته القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، ولذلك حتمًا سنعود، وسنبقى نطالب بحقوقنا بكل السبل المشروعة والمكفولة بالقانون، فإنهاء الاحتلال ضرورة وطنية، ويجب أن تكون المصالحة الوطنية إحدى أهم دعائم تحقيق الهدف الإستراتيجي، وهو إنهاء الاحتلال، فلا يعقل أن ينعم هذا الاحتلال بخيرات بلداننا ومياهه، ويتكدس اللاجئون بمخيمات لا تصلح للعيش الآدمي، في فلسطين وخارجها.

جيلنا ولد بغزة، ولم يبق من جيل النكبة على قيد الحياة سوى القليل، ومع ذلك ما زال شغف العودة لدى الأجيال يسري بالدماء، ومفاتيح العودة يتوارثها الأبناء من الأجداد، وسيبقى الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى نكبته حتى يتحقق حلمه بالعودة إلى دياره، والتعويض عن كل ما حصل له.

ومن هنا في الذكرى السابعة والستين للنكبة أبرق بالرسائل التالية:

إن معركة العصف المأكول وإبداعات المقاومة بضرب الخطوط الخلفية للعدو أكدتا لشعبنا أن لحظة التحرير اقتربت، وأن العودة إلى ديارنا لم تعد حلمًا.

يجب أن يتحمل الكيان العبري سياسيًّا وقانونيًّا وأخلاقيًّا تبعات جريمته بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

ملف حق العودة غير قابل للتصرف أو التفاوض، فهو حق فردي لا يملك التصرف به أي رئيس أو حزب أو منظمة.

يجب أن تتحمل (أونروا) مسئولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية وفقًا لقرار تأسيسها (رقم 302)، ورفض أي تقليص في خدماتها تحت أي ذريعة، فوكالة الغوث وجدت لمساعدة اللاجئين كل اللاجئين الفلسطينيين.

على الفصائل الفلسطينية توحيد جهودهم في القضايا الوطنية الكبرى، فلا يعقل أن يكون لكل فصيل لجنة مختصة باللاجئين تعمل بصورة منفردة، بل يجب أن يعملوا جميعًا ضمن إطار يجمع كل الفصائل الوطنية والإسلامية، وأعتقد أن لجنة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور، ولكن هذا يحتاج لاجتماع الإطار القيادي المؤقت للمنظمة.

يجب تبني رؤية لتطوير فعاليات النكبة بتطوير المناهج الدراسية والأعمال الفنية، والخطط الإعلامية، التي تغرس في الأجيال الصغيرة معنى العودة.

على الجالية الفلسطينية في الشتات والسفارات والقنصليات التواصل مع المجتمعات الغربية؛ لشرح الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في أماكن وجوده، ووضعه في صورة المؤامرات التي تحاك ضد عودته.

في الختام في ذكرى النكبة لابد من إرسال رسالة إلى بلدتي الأصلية، وهي بيت دجن قضاء يافا، تلك البلدة التي ولد فيها والدي وأجدادي، وحدثني والدي كثيرًا عن جمالها، وجمال برتقالها، وطيبة عوائلها، ولبيت دجن وباقي قرى ومدن فلسطين أقول: حتمًا سنعود.

المصدر: فلسطين أون لاين