حراك اللاجئين الفلسطينيين في نصرة انتفاضة القدس
بقلم: سامي حمود *
مع بداية أحداث الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك
والمرابطين فيه، ومحاولات سلطات الاحتلال لفرض مشروع التقسيم الزماني والمكاني
بالقوة من خلال منع المصلين والاعتداء عليهم وحظر المرابطين والمرابطات واعتبارهم
"تنظيم إرهابي" بهدف اعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى المبارك، وفي
ظل تخاذل وصمت رسمي عربي وضعف على مستوى الحراك الشعبي الفلسطيني والعربي في دول
اللجوء والشتات، بادرت المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان إلى
تنظيم لقاءات تضامنية نصرةً للمسجد الأقصى والمرابطين فيه في أكثر من منطقة
لبنانية (صور وصيدا وبيروت).
وكانت هذه المبادرة تُعتبر الأولى في الحراك التضامني في لبنان، مما ساهم
في تحريك الشارع الفلسطيني من خلال تنظيم سلسلة من الأنشطة التضامنية في المخيمات
وداخل المؤسسات مثل تنظيم مسيرات لأطفال الرياض وعرض أفلام حول مرابطات الأقصى
وتقديم محاضرات تثقيفية للأمهات والتعريف بخطر التقسيم الزماني والمكاني للمسجد
الأقصى ودور المرابطات في الدفاع عنه، والقيام بجولة من الزيارات على عدد من
الشخصيات ذات التأثير المباشر مثل مفتي المناطق والدعوة للحديث في خطب الجمعة عن الأقصى
وايضاً زيارة مدراء التعليم في الأونروا لحثّ الطاقم التعليمي لتنظيم أنشطة
تضامنية داخل المدراس.
ولم يقتصر هذا الحراك عند هذا المستوى بل أخذ بُعداً تنسيقياً مهماً من
خلال تشكيل أطر تنسيقية للمؤسسات الأهلية في أكثر من منطقة، ليصبح الحراك التضامني
مع المسجد الأقصى قائماً على تشبيك المؤسسات وتعاونها في تنفيذ الأنشطة والفعاليات
ضمن رؤية وبرنامج عمل موحد ويتجدد وفقاً لتطور الأحداث واستمرار أحداث انتفاضة
القدس.
بالإضافة إلى وجود حراك آخر على المستوى الحزبي والإعلامي والدعوي في
تنظيم الأنشطة والفعاليات التضامنية مثل المسيرات والاعتصامات والمهرجانات نصرةً
للمسجد الأقصى ودعماً لصمود شعبنا في انتفاضة القدس. وقد شكّل هذا الحراك بمختلف
تخصصاته بمثابة رافعة معنوية وداعمة لحراك شعبنا المنتفض في القدس والضفة وغزة
وأراضي 48.
يُذكر أن المخيمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية ستشهد خلال هذه الفترة
تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التضامنية ذات البُعد الجماهيري لإيصال رسالة
إلى شعبنا في فلسطين بأننا معكم رغم بُعد المسافات والحدود، وأيضاً الرسالة الأخرى
للعدو الصهيوني بأن الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات لم ينس قضيته ومتمسك
بأرضه ومقدساته وحقه في العودة رغم أن كبارنا يموتون ولكن صغارنا أبداً لا ينسون.
* مدير منظمة ثابت لحق العودة