حركة حماس.. أمل المستقبل الفلسطيني
بقلم: رأفت مرة
ليست حركة حماس فصيلاً فلسطينياً عادياً، وليست
منظمة عسكرية أو حزباً سياسياً.
حركة حماس هي رؤية متكاملة، حركة إسلامية، منظمة
وطنية، مشروع مقاومة، عمق حضاري، أولويات اجتماعية وإنسانية.
حركة حماس لا تمثّل نفسها، ولا تعبّر عن ذاتها،
هي أصيلة برؤيتها وثوابتها وثقافتها ومبادئها، ووكيلة للأمّة وللشعب الذي يعيش تحت
الاحتلال.
حركة حماس هي نبتة وطنية فلسطينية، تاريخها جزء
من تاريخ فلسطين، وروحها، تعبّر عن تطلعات الشعب الفلسطيني، وآمالها هي آمال الأمّة.
صوتها صوت فلسطيني أصيل، صلب كصلابة الأرض، عميق
كعمق التاريخ، صادق كثقافة القدس وهويتها المنفتحة.
كل هذا يعطي حركة حماس خصوصية النشأة والفكر
والأهداف، ويلقي على حماس وقيادتها تبعات خاصة، ويفرض عليها أساليب معينة في الأداء
والنهج.
هذا يفسّر برنامج حماس ومواقفها واستراتيجيتها.
فلسطين هي جزء عربي إسلامي من المنطقة، وشعبها
هو امتداد لشعب هذه المنطقة، وهوية فلسطين واضحة وثابتة، ولا تمتلك الأكاذيب القدرة
على الصمود والمحاججة.
للشعب الفلسطيني الحق في الوجود، انطلاقاً من
التاريخ، وارتباطاً بثقافة المنطقة، وانسجاماً مع السلوك الحضاري في هذا الجزء من العالم.
لا صحّة لشرعية أي كان آخر، ولا اعتراف بأي كيان
يتواجد في فلسطين.
المقاومة حقّ من حقوق الفلسطينيين، وواجب عليهم
استخدام كل أساليب المقاومة للدفاع عن أرضهم ووجودهم وهويتهم وكيانهم وأسمائهم.
الحقّ في التحرير والعودة، هو حقّ فلسطيني ثابت،
منسجم مع الحق الإنساني الأصيل والقوانين والمعاهدات. وهذا الكيان زائل، وعناصر القوة
أو المعادلات التي أنتجته ستتغيّر، بحكم وقائع التاريخ، ومتغيرات النهضة والتقدم، ومتطلبات
السياسة.
الثقة عند حماس كبيرة، ثقة بالله، ثم ثقة بهذا
الشعب الذي لا يساوم على أهدافه، والذي يتحمّل الكثير من أجل الحرية والعدالة.
المعركة صعبة، والحرب طويلة، والخسائر كبيرة،
لكن النتائج مثمرة.. الحرب صعبة، ومؤلمة، والتضحيات غالية وعزيزة.
لكنها معركة طويلة، عمرها آلاف السنين، في صراع
حضاري سياسي، ترتبط فيه كل العناصر الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية، وتلتف حوله
فئات تحمل إرثاً من الحقد والكراهية والعداء، وتريد الانتقام من مكوّنات الأمّة على
الأرض الفلسطينية، لكسب الحرب الأزلية.