حركة حماس الأكثر قدرة على القيادة
والنهوض
بقلم: صالح أبو ناصر
الحركات
التي يمكنها أن تقود وتحقق النهضةلا بد من دعائم تحكمها وتحركها لتحقيق ما تريد،
والوصول إلى هذه الدعائم ليس بالأمر السهل لأنه يحتاج إلى بصيرة وجهد يستغرق الوقت
مع النفس الطويل، لكي تنتقل الحركة إلى الطور الأكبر. فحركة المقاومة الإسلامية
حماس تملك هذه الدعائم وتبسط سيطرتها على المفاهيم وعندها القدرة على حسن اتخاذ
القرار. ولعل أبرز معالم النهوض والقيادة هي: المشروع، والمنهج والمؤسسات القيادية
والمنظومة التنفيذية.
المشروع:
حركة
حماس تتبنى مشروع تحرير فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها وبالتالي هذا المشروع
لا بد من آليات لتحقيقه وتعمل على تنفيذه، والأمر الذي أدركته حماس لم تدركه
الثورة الفلسطينية، هو النفس الطويل لعملية تحرير فلسطين وعدم تشتيت الجهود في
ساحات مختلفة، فتحرير فلسطين هو مشروع حماس الاستراتيجي الذي لا يمكن أن يتبدل
مهما تغيرت الظروف والحاجات ضمن رؤية مرحلية معتمدة على النفس الطويل، وأرضية
القتال محصورة على أرض فلسطين وبناءً على ذلك فإن الجهد يكون في فلسطين. وما يميز
حماس أن لها تاريخاً في فلسطين وهو ما سهل نموها، وهو تاريخ جهاد حركة الإخوان
المسلمين في فلسطين، أضف إلى ذلك تراكم التجارب الهائلة عند الحركة وهذا ما يزيدرصيدهاقوة.
المنهج:
ما
يميز حماس أيضاً على بقية الفصائل الأخرى أن لديها منهجاً تربي أبناءها عليه وتعمل
على نشره وتعزيزه في صفوف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وليس غريباً على أحد
أن الحركة تعتبر الامتداد الجسدي لحركة الإخوان المسلمين فهي تحمل هذه الدعوة، وما
يميز منهج حماس أنه شمولي فلا يغفل جانباً على آخر، متطلبات الحياة كلها متواجده
بهذا المنهج، وفي الحقيقة فإن أي حركة ليس لديها منهج وإن كان لها وجود ميداني مثل
مكاتب أو ماشابه ذلك فهذا لايولد حركة متماسكة قوية لأن المنهج هو الذي يربط بين
من ينتمي للحركة وإلا فأي رابط بين المنتمين. فالمنهج الذي تتبناه حماس جعلها
صاحبة قوة والرقم الصعب الذي لا يستطيع أحد تجاهله إضف إلى ذلك أن منهجها جعلها
قريبة إلى الجماهير والناس، فلو نظرنا إلى أي جانب تحتاجه ألقضية الفلسطينية لوجدنا
حركة حماس هي الرقم الأول فيه وهذا ما تؤكده الوقائع: في المجال التربوي والدعوي
هي الرقم الأول وفي المجال العسكري تعتبر كتائب الشهيد عز الدين القسام أقوى جناح
مسلح فلسطيني من حيث الفرد والسلاح والتخطيط العسكري وهو الاهم لأن العمل العسكري
ليس فقط إطلاق نار، هذا في المجال العسكري والدعوي أما في مجال العمل الإجتماعي
كذلك الحركة هي الرقم الأول وما يجري على الأرض بمثابة دليل على ذلك فمن يقف الآن
مع أهلنا النازحين من سوريا، وفي المجال السياسي الأمر نفسه المكتب السياسي لحركة
حماس أقوى مؤسسة سياسية فلسطينية. وكذلك في المجال الإعلامي للحركة منصات إعلامية
وهي طريقها نحو الشعب الفلسطيني.
المؤسسات القيادية للحركة:
وما
يميز حركة حماس أن لها مؤسسات قيادية في جوانبها المختلفة وبالتالي يبقى العمل
والجهد له قيادته في التخطيط والتفكير، فالمؤسسة السياسية لها قيادتها تعمل على رسم
السياسات التي تحدد السلوك السياسي للحركة، والمؤسسة العسكرية لها قيادتها في
كتائب الشهيد عز الدين القسام فيما يتعلق بعملها، وكذلك الأمر في كافة مؤسسات
الحركة.
المنظومة التنفيذية للحركة:
علم
التخطيط والتحكم لم يغفل عن وجود القوة التنفيذية لتنفيذ ما ترسمه المؤسسة
القيادية لكي تكتمل الدائرة، وتكون إجراءات العمل سليمة وتسير بشكل إنسيابي في
عملية تنفيذ القرارات. وهذا ما جعل حماس قادرة على المبادرة والقيادة
فلها أدواتها التنفيذية وهذا ما يجعلها قادرة على التحرك.
المصدر:
مجلة البراق