حزب الله يغير مواقفه من حماس... كيف ولماذا؟!
بقلم: وسام محمد
ازداد الحديث في الأسبوعين الماضيين عن ما يسمى بعودة
العلاقات إلى ماكانت عليه بين حركة حماس وحزب الله، ونشرت مقالات وتحليلات تقول أن
حماس عادت إلى حلفائها السابقين، وأن حزب الله وإيران احتضنتا حركة حماس مجدداً
بعد خسارة نظام الاخوان المسلمين في مصر وعزل مرسي، وذهبت تحليلات أخرى للقول أن
حزب الله هو الذي أعاد علاقته بحركة حماس واضطر للتراجع أمامها.
بعد سلسلة من الأحداث والتطورات في المنطقة، فأن حزب
الله يعيد اليوم توثيق علاقاته بحماس لأنها بوابته الوحيدة على أكثر من حل ومخرج،
بعد خساراته السياسية والشعبية وقتاله في سوريا.
إن هذه القضية تستوجب النقاش العلمي الموضوعي، إذ لابد
من معرفة أين حصل التغيير في العلاقة بين حماس وحزب الله، ومن قام به؟.
في إطار المراجعة الموضوعية للأحداث والمواقف خلال الشهر
الماضي، ومن خلال رصدنا لمواقف حزب الله وحماس، نلاحظ أن حركة حماس لم تقم بإصدار
أي بيان سياسي أو تصريح أو خطوة متميزة تظهر أنها قدمت تنازلاً في مواقفها تجاه
إيران وحزب الله، ولم تظهر على أنها غيرت من خطابها السياسي. فكل ماكانت تقوله
حماس عن تمسكها بالمقاومة ورفضها للعنف في سوريا، ورفضها للتدخل الخارجي هناك ظلت
تردده، مع تردادها أيضاً لرفض الفتنة المذهبية، وضرورة إبقاء التحالفات حول فلسطين
والمقاومة والابتعاد عن القضايا الخلافية.
الجديد أنه فجأة حصل تغير في مواقف إيران وحزب الله من
حماس، وفجأة حصل انقلاب أعاد الترحيب بهذه الحركة وتم إعلاء أهمية التحالف معها،
ويستطيع المراقب المحايد الموضوعي أن يلاحظ أن كل الكتاب والمحللين الذين كانوا
يهاجمون حماس في الأشهر السابقة صاروا يمدحونها، وأن كل الوسائل الإعلامية التي
كانت تتهم حماس بالتخلي عن محور المقاومة والالتحاق بالمحور التركي القطري
الأمريكي صارت تمتدح حماس وتشيد بأهمية التحالف معها.
لا بل أنه ومن خلال التدقيق في مضمون المقالات
والتحليلات السياسية لاحظنا أن الأدلة التي يشار إليها في أن حماس عادت للحضن
الإيراني هي أدلة قديمة مثل زيارتي حماس لإيران وهما حصلتا في نهاية عام 2012
وبداية عام 2013، أو أن ممثل حماس في لبنان ألقى كلمة في إفطار السفارة الإيرانية،
فقد أكد مسؤولون في حماس أن الحركة ترسل أحد قيادييها لحضور هذا الإفطار منذ عدة
سنوات، ولم تقاطع هذا الإفطار أو أنشطة السفارة الإيرانية الأخرى مطلقاً.
وبالتالي يتبين أن هناك دوافع قوية حصلت في المنطقة أملت
على حزب الله وإيران أن يعيدا تحالفهما مع حركة حماس، وأهم هذه المستجدات:
1. الإنقلاب الذي حصل في مصر وتبين أن وراءه تعاون كبير
بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والدول العربية التابعة لواشنطن، ويهدف
لضرب كل الحركات والمشاريع الإسلامية في المنطقة.
2. قرار الإدارة الأمريكية استئناف المفاوضات الفلسطينية
الإسرائيلية من أجل تمرير حل نهائي للقضية الفلسطينية.
3. أن الإنقلاب في مصر أعقبه قرار اوروبي باعتبار الجناح
العسكري لحزب الله إرهابياً، وهذا يؤشر على مرحلة جديدة من الصراع.
4. تشير المعطيات إلى ارتفاع مستوى الإستهداف الأمريكي
الأوروبي العربي لنظام الرئيس بشار الأسد، مايوحي بأن انقلاب مصر ستعقبه انقلابات
كبيرة.
5. تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان
وسوريا وقطاع غزة.
6. ازدياد دور الدول العربية المتعاونة مع إسرائيل.
هذا يدل على أن حزب الله وإيران وجدا أنه لابد من محو
الخطأ الذي ارتكب بحق حماس، وأنه من الضروري التقارب مع هذه الحركة الفلسطينية
الإسلامية السنية المقاومة التي لها تأثير سياسي قوي وعلاقات واسعة في المنطقة.
وأن أكبر دليل على هذا التغيير في موقف حزب الله وإيران
تجاه حماس هو قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الخطاب الذي ألقاه
في يوم القدس في بيروت أن الحزب منفتح على جميع القوى الفلسطينية بدون استثناء،
وطبعاً أراد حماس تحديداً دون أن يسميها.
وهذا يدل على أن حزب الله وإيران راجعا سياسيتهما تجاه
حماس، ووجدا أنه لا بد من المصالحة معها.. والعودة عن الخطأ فضيلة.
7.
إزدياد خسائر حزب الله الشعبية والسياسية، وتراجع شعبيته في العالم الإسلامي بسبب
تورطه في سوريا، وهي مسألة يدركها الحزب.
المصدر:
رابطة الإعلاميين الفلسطينيين