القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

حصاد شهر من انتفاضة القدس: 97 عملية و72 شهيداً

حصاد شهر من انتفاضة القدس: 97 عملية و72 شهيداً

بقلم: أحمد الحاج *

كان الاحتلال وبعض المراقبين يتحدّثون عن الفلسطيني الجديد، الذي لا يشبه أمسه، وقد جُرّد من البندقية، وأُدخل في دهاليز السياسة، واتفاقات اقتصادية مع الاحتلال، وأدوات ومؤشرات اقتصادية لا تصلح سوى لدولة، لا لشعب يرزح تحت الاحتلال.

نظروا إلى كل العمليات التي سبقت الانتفاضة إلى أنها استثناء في زمن "السلام الاقتصادي". وجاءت الانتفاضة لتقول إن الفلسطيني يجدّد أدوات مقاومته لا خياراته. فخلال شهر واحد كان هناك60 عملية طعن نفذ منها 37، وزعم إحباط 23 عملية،بالإضافة إلى تنفيذ34 عملية إطلاق نار وثلاث عمليات دهس.

وأسفرت هذه العمليات مجتمعة عن مقتل 11 صهيونياً وإصابة 257 آخرين، كما قتل صهيونيان بنيران شرطة الاحتلال، بالإضافة إلى أرتيري، ويضاف للعدد الإجمالي إصابات جراء الحجارة والزجاجات الحارقة.

وأظهرت الإحصائيات الشاملة لحصاد انتفاضة القدس، ارتفاعاً متواصلاً في جرائم الاحتلال، مع توالي ردود المقاومة الشعبية، فقد استشهد 72 فلسطينياً، من بينهم 15 طفلاً وسيدة حامل.

وأشارت المعطيات إلى أن محافظة الخليل تصدرت قائمة المحافظات التي قدمت شهداء في هذه الانتفاضة؛ حيث ارتقى منها حوالي30 شهيداً.ثم جاء في المرتبة الثانية، قطاع غزة بـ17 شهيداً، ومحافظة القدس حيث ارتقى منها 16 شهيداً.

وحول أعداد الإصابات؛ فقد بينت المعطيات الشاملة أنها بلغت 7574 إصابة، منها 660 إصابة بالرصاص الحي، إضافة لـ2699 بالرصاص المطاطي، وباقي الإصابات ناتجة عن الاختناقات. وبلغ عدد المعتقلين 1240 معتقلاً، إضافة لاعتقال 422 عاملاً من داخل الأراضي المحتلة عام 48.

كما تعرضت الطواقم والمراكز الطبية، وسيارات الإسعاف، لأكثر من مائتي اعتداء، من قوات الاحتلال الصهيوني، ومستوطنيه.وقد تم حجز جثامين 29 شهيداً. وهدم الاحتلال ستة منازل وأخطر 33 منشأة أخرى بالهدم، وأصدر عشرة أوامر بترحيل عائلات. فيما بلغ عدد اعتداءات المستوطين حوالي 260 اعتداءً.

وشهدت مدينة القدس العمليات الأكثر أثراًمن حيث الخسائر الصهيونية( 16 عملية) ، فيما تقدمت الخليل في عمليات الطعن من حيث العدد (21 عملية)،وشاركت المناطق المحتلة عام 1948 بأربع عمليات طعن.

وعاد التفاعل العالمي مع القضية الفلسطينية، رغم ما يشهده العالم العربي من أزمات، ففي الكويت كان إطلاق لجان شعبية دعماً لانتفاضة القدس، وفي المغرب مئات الآلاف نزلوا إلى الشوارع دعماً للانتفاضة. كما شهد عدد كبير من العواصم والمدن العالمية تظاهرات مساندة.

لم تتوقف محاولات وأد الانتفاضة، بإطلاق مبادرات سياسية، كان أهمها مبادرة نيوزيلاندا، والتي تنص على وقف الاستيطان، وتوقف مساعي السلطة لتجريم الاحتلال في المحكمة الجنائية، واستئناف المفاوضات.ودعا مشروع نيوزيلندا، إلى العودة للمفاوضات بأسرع وقت، واعتماد "الثقة المتبادلة"، والابتعاد عن الاعمال الاستفزازية.

ومع ذلك، فإن الانتفاضة استمرّت، وأظهر الشعب الفلسطيني أنه يعرف طريقه للحرية جيّداً، وقد فشلت كل المبادرات السياسية من قبل، وأثبت تاريخ الشعوب أن المقاومة وحدها هي طريق التحرير.

* كاتب فلسطيني