حضور مستمر لقضية اللاجئين على الساحة الأوروبية
وائل عبد العال / لندن
ضمن تغطية أبرز الفاعليات والأنشطة التي ترصدها "العودة" في نهاية العام الميلادي2011، تلقي الضوء على أبرز الأنشطة والفاعليات المتعلقة بقضية اللاجئين وحق العودة التي أقامتها الجاليات الفلسطينية والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في القارة الأوروبية على مدار العام. معظم المناسبات جاءت لإحياء مناسبات تاريخية كبرى، كيوم النكبة ويوم الأرض وذكرى قرار التقسيم وغيرها، ويتذكر فيها الفلسطينيون تاريخهم ويؤكدون التمسك بحقوقهم، وعلى رأسها حق العودة.
أبرز هذه الفاعليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع الذي عقد هذا العام تحت عنوان "جيل العودة يعرف دربه"، في مدينة فوبرتال غرب ألمانيا، بحضور ومشاركة أكثر من عشرة آلاف من أبناء الجالية الفلسطينية، وقيادات فلسطينية، وشخصيات برلمانية وحقوقية أوروبية، وشخصيات من رموز ثورات الربيع العربي. وخرج المؤتمر بتوصيات تؤكد حق العودة، كحق مقدس لكل فلسطيني لاجئ، وأن هذا الحق هو حق فردي لكل لاجئ، لا يمكن المساس به أو المساومة عليه، تحت أي ظرف، وفي أي وقت. وأكد المؤتمر مقررات مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابقة: لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا(2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين(2010).
وفي روتردام هولندا، عقد مهرجان "فلسطين 2011" تحت شعار "لا للاحتلال... لا للحصار" الذي أكد التمسّك بالثوابت الفلسطينية وإنهاء حصار غزة. وقد أُعلنت في المهرجان المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنا، والتي سيكون مقرها مدينة لاهاي التي تحتضن مقر المحكمة الدولية. والمبادرة هي عبارة عن تجمّع يضم العديد من المنظمات والهيئات الحقوقية العاملة في عموم القارة الأوروبية، التي ترفض بناء المستوطنات الإسرائيلية وبناء جدار الفصل العنصري التي تقيمها السلطات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية.في الدنمارك نظم المنتدى الفلسطيني في الدنمارك مهرجاناًلمناسبة الذكرى الـ35 ليوم الأرض، شارك فيه المئات وشهد العديد من الأنشطة، من ضمنها معرض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وفي الدنمارك أيضاً،نُظم مهرجان أخر، لمناسبة الذكرى الثالثة والستين لتقسيم فلسطين، حيث نظمه المنتدى الفلسطيني فيالدنمارك بالتعاون مع الجمعية الثقافية العربية في مدينة أرهوس، حيث أكد المهرجان أن هذا القرار المشؤوم كان بداية المصائب والويلات التي حصلت، وما زالت، للشعب الفلسطيني. حيث أعطى القرار لليهود الحق بتملك أكثر من نصف أراضي فلسطين 55% لقوم لم يبلغ عددهم سوى 33% من السكان، وهذا في منتهى الإجحاف والظلم اللاحق بأصحاب الأرض الأصليين. وقد بني على هذا القرار كل ما جاء بعده من قرارات مجحفة بحق الفلسطينيين.وفي إيطاليا، نظم التجمع الفلسطيني برعاية الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا مهرجان الأقصى السنوي الثاني عشر، وحمل المهرجان تأكيداً للثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها قضية القدس واللاجئين. وأخيراً، عقد المجلس التنسيقي لدعم فلسطين في النمسا فاعليته السنوية الثانية والعشرين في النمسا، بمشاركة أكثر من ألفي شخص من كافة الجاليات العربية والإسلامية والمتضامنين النمساويين، معربين عن تضامنهم مع فلسطين ومع الشعوب العربية الطامحة إلى الحرية.أما في العاصمة البريطانية لندن، فنظم مركز العودة الفلسطيني فاعليات إحياء ذكرى أسبوع الضحايا الفلسطينيين السنوي الثاني، بمشاركة عدد من الشخصيات الدولية والأكاديمية البارزة، وبحضور منظمات التضامن البريطانية. وركز خلاله على تطورات القضية الفلسطينية بما فيها قضايا الجدار والمستوطنات وتهويد القدس والاستيطان، وقضية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وحصار غزة. كذلك، واصل مركز العودة فاعلياته على الساحة الأوروبية، ولا سيما على مستوى الجامعات، حيث شهد العام المنصرم تنظيم عدة مؤتمرات وندوات وورش عمل، نظمها المركز بالتعاون مع الاتحادات الطلابية، ومراكز البحث في عدد من الجامعات البريطانية.
المؤسسة الأوروبية للتراث الفلسطيني تحيي مهرجان التراث الفلسطيني الأول
التعاون مع «المنتدى الفلسطيني في الدنمارك» و«الجمعية الثقافية العربية»، وفي إطار المشروع الوطني للحفاظ على الهوية، أقامت «المؤسسة الأوروبية للتراث الفلسطيني» (تراثنا)، مهرجانها التراثي الأول الذي أعلنت فيه انطلاقتها للعمل التراثي على مستوى فلسطينيي أوروبا، بمشاركة حشد كبير من فلسطينيي أوروبا، وذلك يوم السبت في 2011/11/19، في مدينة أوغوس في الدنمارك.انطلقت فاعليات المهرجان، بحضور أكثر من 1200 شخص، وتضمن معروضات تراثية فلسطينية، وأشغالاً يدوية نفذتها نساء فلسطينيات مقيمات في أوروبا، جذبت انتباه الجمهور وإعجابهم.تحدث في المهرجان الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا عادل عبد الله، الذي تحدث عن تمسك فلسطينيي أوروبا بالعودة إلى فلسطين، بل وإعلان التمسك «بكل تفاصيل بلادنا، نتمسك بتراثها وعاداتهاوتقاليدها، نتمسك بشجرة الزيتون وزيتها المبارك، نتمسك بلهجة قريتنا الحميمة، ونتمسك بدبكة بلادنا الغالية، وبغناء جدي وبمحراثه، وبخبز أمي وطابونها».ولفت إلى أن الاحتلال «لم يسرق أرضنا فحسب، ولم يزوّر التاريخ فقط، بل غدا يُعمل أداة كذبه وتزويره في تراثنا الفلسطيني، فسرق الثوب الفلسطيني الذي هو محل اعتزازنا وفخرنا وألبسه لمضيفات طائراته على أنه زي «صهيوني»، وسرق الفلافل والزعتر وطعامنا الفلسطيني وقدمه للعالم على أنه تراث «صهيوني» وسرق حجارة القدس الشريف وزور تاريخها وجغرافيتها بعد إن اقتلع إنسانها». وأكد أن «المؤسسة الأوروبية للتراث الفلسطيني» ستعمل بكل جهد للرد على الادعاءات الصهيونية في كل محفل ومكان. وتحدث نائب رئيس «المنتدى الفلسطيني في الدنمارك» رضوان منصور، فرحب بالحضور وأكد تمسك فلسطينيي الدنمارك، كبارهم وصغارهم، بحق العودة، مشدداً على أهمية التراث في المعركة الحضارية، التي ستنتهي حتماً بانتصار الشعب الفلسطيني واسترداده حقوقه، وعلى رأسها حق العودة. وتحدث الدكتور محمد ياسر عمرو، المتخصص بالتراث الفلسطيني عبر الهاتف، وركز على أهمية التراث، وحرص العدو على مصادرته وسرقة الفولكلور الفلسطيني والطعام والشراب والمقدسات، وحتى الحجارة.يُذكر أن «المؤسسة الأوروبية للتراث الفلسطيني» تأسست عام 2011، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني، ونشر التوعية على التراث بين الجاليات الفلسطينية في أوروبا.
إطلاق "مشروع الألفة" للتواصل الاجتماعي بين الجالية الفلسطينية
أطلق "البيت الفلسطيني" في هولندا، وهو تجمع أنشأه نشطاء فلسطينيون في هولندا، من كافة التوجهات والأطياف، مشروع الألفة للتواصل الاجتماعي بين أبناء الجالية الفلسطينية في أنحاء مختلفة من هولندا، وذلك خلال حفل أقيم لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.ولاقت فكرة "مشروع الألفة" للتواصل الاجتماعي الفلسطيني في هولندا استحسان العائلات الفلسطينية، ولا سيما أن المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى متابعة الأخبار الاجتماعيةللعائلات والأفراد الفلسطينيين ونشرها على كافة الأراضي الهولندية، بشكل شبه يومي، وذلك بهدف التفاعل الجماعي مع تلك الأخبار والمناسبات وزيادة التواصل والعلاقات الاجتماعية، من خلال آليات عمل متعددة. ويهدف المشروع إلى تحقيق هدف توثيق العلاقات بين جميع الفلسطينيين أينما وجدوا في هولندا.
المجلس التنسيقي لدعم فلسطين بالنمسا ينظم فاعليته السنوية الثانية والعشرين
نظم المجلس التنسيقي لدعم فلسطين في النمسافاعليته السنوية الثانية والعشرين، في الحي الثاني والعشرين في العاصمة النمساوية فيينا تحت شعار (من وحي الثورات العربية إننا إلى فلسطين أقرب) بحضور أعداد غفيرة من الجاليات العربية والإسلامية والمتضامنين النمساويين مع فلسطين، وبحضور عدد من الشخصيات العربية والإسلامية، منهم الشيخ عبد الفتاح مورو أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس، والسيد ماجد الزير، مدير مركز العودة، والدكتور صالح بادحدح، والشيخ محمد تورهان، رئيس الاتحاد الإسلامي التركي، الأستاذ عادل عبد الله الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، والبرفيسورأنس شقفة، الرئيس السابق للهيئة الدينية الإسلامية في النمسا، والمهندس ليث شبيلات.وشهد المؤتمر العديد من الكلمات التي أكدت حق الشعوب في الحرية والاستقلال من الاستعمار وأنظمة الاستبداد. وأكد الحاضرون أن فلسطين هي قلب الأمة العربية والإسلامية، وأن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم وإنسان حر في هذا العالم كله، وأن بوصلة الثورات العربية يجب أن تبقى في الاتجاه الصحيح، وهو الهدف الاستراتيجي، أي فلسطين الحرة. وأكد الحاضرون أن إزاحة الظلم والطغاة بهذه السرعة إنما تنبئ بسقوط أكثر قوة احتلال قسوة ووحشية، لأنه حتلال ظالم وقائم على اغتصاب الأرض ومصادرة الحقوق.
وشهد الملتقى عرض فيلم وثائقي عن الثورات العربية وعلاقتها بفلسطين. كذلك شاركت فرقة حنين للفن الفلسطيني وفرقة جذور للدبكة والفنون الشعبية بالأهازيج والأغاني الوطنية والدبكات الشعبية. وشهد الملتقى بازاراً خيرياً ومعرضاً عن الأسرى ومعرضاً للكتب العربية والإسلامية.
"العودة" يستضيف الأكاديمي الأمريكي نورمان فنكلستين
نظم مركز العودة سلسلة لقاءات وورش عمل للكاتب الأمريكي البارز نورمان فنكلستين، وذلك بالتعاون مع مجموعة طلاب فلسطينيين في عدد من الجامعات البريطانية. واستمرت هذه النشاطات مدة أسبوع، حيث عقدت ستة لقاءات تناولت القضية الفلسطينية وآخر التطورات المتعلقة بها، وآخر إصداراته العلمية. وجال فنكلستين بين جامعات: ليدز، ومانشستر، نوتنغهام وبرمنغهام. ونورمان فنكلستين هو من أهم نقّاد إسرائيل وسياستها في أمريكا، حيث طُرد من جامعة نيويورك بسبب تأليفه كتاباً انتقد فيه إسرائيل واستخدامها الهولوكست مبرراً لأفعالها بحق الفلسطينيين. وتربط مركز العودة علاقات وثيقة بالدكتور فنكلستين، الذي شارك في سنوات سابقة بفاعليات دعا إليها "العودة".
المصدر: مجلة العودة