القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حلم العودة للمخيم

حلم العودة للمخيم

دعاء وسيم البسيوني

حلم العودة المرتقب حينما يصبح حلماً للعودة للمخيم, جرح جديد ينزف اليوم في ياسمين الشام دمشق, ومن قلبها النابض باسم فلسطين من مخيم اليرموك, جرح يكبر يوماً بعد يوم ونزيفه يزداد انسكاباً على أرواحنا وقلوبنا.

حلم العودة حينما كتبه اللاجئون على الخيمة وعلى جدار المخيم لأرض المسرى, اغتاله جيش النظام السوري من قلوب أبناء مخيم اليرموك أثر الأحداث المتصاعدة على المخيم, فالقذائف المتساقطة يومياً على المخيم صباحاً ومساءً باتت تمثل رمزاً لكلمات صباح الموت ومساء الموت منا لكم, هذه أول خطواتها لقلع أبناء المخيم من سكنهم, إذ كانت القذيفة في نعومتها تقتل من العائلة الواحدة طفلاً أو ثلاث وفي عنفوانها تقتل عائلة كاملة.

القذيفة كانت بمثابة رحمة من النظام لأهالي المخيم لتكشف عن أنيابها لمن ثبت ونجا من القذيفة ويكون الجوع قاتلهم، وذاك إثر حصار دام ما يتجاوز 115 يوماً, لينقطع الطعام والشراب عن أبناء المخيم، ويزداد عدد شهداء المخيم بسبب الجوع لتؤذن المآذن فيها بفتوى جواز أكل لحوم القطط والكلاب لتأخذنا الذاكرة إلى جرح أبناء برج البراجنة بلبنان في ثمانينيات العقد الماضي ويكأن العدو واحد -وإن كان بحلة عربية-!

جرح الفلسطينيين جرح قهر وظلم أكثر من ما هو جرح أحمر ينزف, فأبناء فلسطين وهبوا أرواحهم لتكون شعلة نصر, ولكن أن يتآمر القدر والبشر عليهم فإن الجرح لن ينزف إلا قهراً حينها, ليكون البحر منفذاً جديداً لهم لنجاة من هذا الظلم الذي ما عاد الفلسطيني يدرك من أي عرق أو لون أو دين يتلقفه, اتخذوه منفذاً ولكنهم نسوا أن البحر يغدر أيضاً وكيف وإن صحبته احدى النوايا الغادرة بذلك ليتم قصف سفينة تقل أكثر من 300 لاجئ فلسطيني قرب السواحل المالطية من قبل قوات ليبية ليغرق أكثر من 200 لاجئ من بينهم 100 طفل قصفت مدارسهم بالعين لتحرمهم تعلم معنى الحرية والمقاومة، وليحرمهم هؤلاء الغادرون معنى الحياة التي نجوا ليتعلموها.

ليبقى حلم اللاجئ العودة للمخيم والاحتفاظ بما بقي من رائحة العودة للأرض الأم.

المصدر: مقالات فريق الاكاديمية في جريدة السبيل الاردنية