حلم العودة
رؤى مسعود عادل الأسعد
كيف يبدأ الإنسان بالكتابة وكل شيء في داخله مسلوب كيف يشعر كيف بالأمل ومشوار حياته مليء بالآهات ومثخن بالجراح جراح الغربة واللجوء والتشريد فهذه حياة الفلسطيني اللاجئ فما هو الأمل بداخله غير انه مجرد مجهول أو وهم يبحث عنه في مشوار حياته الفانية يعيش في وهم داخل حلقة مفرغة لا يوجد بداخلها غير حلم العودة هل سوف نعود؟.
هذه الكلمة التي تعلمناها من آبائنا وآبائنا تعلموها من آبائهم ونعلمها لأبنائنا حلم العودة لكن جيل سوف يعود يبقى الأمل في داخل فلسطيني مهما كان يعيش حياة مريرة من الم وجراح حياة لا يعرف بها غير حلم عودته الذي ينتظره حتى لو كان وهم في قرارة نفسه الحلم الذي لا يموت مهما عاش ومهما يعاني حلم لا يموت لأنه حلم الوطن والهوية فما أغلى من الوطن لا شيء كل شيء يرخص في سبيل وطن الروح والأولاد والمال وكل ما يملكه الإنسان لأنه لم يجد يوم سعيد في حياته مجرد حياة بلا أي ضحكة أو حتى ابتسامة كيف يضحك والقلب ينزف من جرح الغربة كيف يضحك وهو يعيش عمره يبحث عن هويته الضائعة في هذا العالم، العالم الذي يرفض أي روح فلسطينية لا يوجد مكان في هذا العالم الكبير فلسطيني سعيد ومرتاح ومعترف فيه فأين ما ذهب أو رحل لا يجد مأوى يسكن فيه ويعيش مثل أي إنسان على وجه الكرة الأرضية، فأين يذهب وأين الأمل بعد كل هذه المعاناة، لا يوجد أمل.
الأمل بشيء واحد هو الأيمان بالله عز وجل لكي ينال جنان الخلد فكم من ليلة يقضيها وهو ينام ويحلم بالوطن وأي وطن انها فلسطين الأبية الشامخة وطن الأنبياء عليهم السلام والمسرى وطن سيدنا عيسى عليه السلام والأديان السماوية الأرض التي روت بدماء الشهداء بإذن الله التي مهما كانت بعيدة عن عين الفلسطيني اللاجئ فهي قريبة منه لأنها تعيش في قلبه وروحه لا تموت يقضي ليلته وهو على موعد بغد مشرق إن شاء الله يبحث بداخله عن الأمل أمل العودة كانت ليلته وهو يتذكر القصص التي يسمعها من أجداده وهو يرى فلسطين في كل دمعة تسيل من عين جدته هذه الدمعة البلورية الطاهرة تدمع العين وهي تصف هذا الوطن من جماله الوطن الأخضر وهي تحكي عن بساتين فلسطين المليئة بالأشجار أشجار اللوز والجوز والحمضيات وكل ما تشتهيه الروح في هذه الحياة وهي تروي عن جمال البحر على ساحل حيفا ويافا وهي تحكي عن جبل الكرمل هذا الجبل الذي يروي قصص السهرات والأمسيات التي تجمع الأهل والأصدقاء وهي تحكي عن الأقصى والقدس التي باركها الله تحكي عن سحر هذا البلد الذي لا يوصف فكيف بعد كل هذا لا تدمع ولا تبكي العين، العين تدمع لكن القلب ينزف من جراح الغربة فما أقسى هذه القصة في هذه الليلة فكيف تغفو العين بعد كل هذا الكلام وأنا أتذكر الحسرات والآهات في عيون جدتي فكم أنتي رائعة يا جدتي وكم تحملتي من جراح ألم الغربة بعد كل هذا هل سوف يأتي غد مشرق إن شاء الله بداخله الأمل يا الله كم أنت كريم ورحيم بأن يبقى بداخلنا أمل العودة الحلم أن تشرق الشمس على القدس الشريف وعلى ربوع حيفا وكل المدن الفلسطينية المحتلة تشرق ونحن في حيفا مدينتي الجميلة سوف يأتي هذا اليوم إن شاء الله مهما طال سوف يأتي فلا يأس مع حياة.
المصدر: موقع فلسطينيو العراق