حماس الآن: قائمة طويلة من المهام
الصعبة
سومديب سِن *
(ذا
بالستاين كرونيكل) 22/9/2013
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بعد أن كانت مثقلة مسبقاً بحصار
سياسي واقتصادي خانق، أصبحت حركة حماس الفلسطينية ومنطقة نفوذها؛ قطاع غزة،
تترنحان الآن تحت ضغط نوبة أخرى من إغلاق الحدود الذي فرضته مصر. وبعد أن خسرت
شريكاً في القاهرة، وتُركت على هوامش محادثات السلام (ولو أنها محادثات غير
ناجحة)، ومع ازدياد سخط السكان من طريقة إدارة حركة المقاومة الإسلامية لقطاع غزة،
ثمة قائمة طويلة من المهام التي تنتظر حماس في هذه الأوقات.
1.
الدعوة إلى شركاء "دائمين"
يبقى الوجود الدائم لقضية فلسطين في
الوعي العربي والإسلامي واقعاً واضحاً للجميع. وكان لهذا السبب أن استطاعت قيادة
حماس في المنفى الانسحاب من دمشق (ومنطقة النفوذ السوري/ الإيراني)، وظلت تجد صدى
في أوساط النخب السياسية في كل من القاهرة، وأنقرة، والدوحة. ومع ذلك، فإن الأمر
الذي تبقى القضية الفلسطينية بشكل عام وحماس على وجه الخصوص مفتقرتين إليه، هو
وجود الشركاء "الدائمين". حتى الآن، تم السعي إلى الشركاء الخارجيين دائماً
على أساس التغيرات في التيارات السياسية ووجهات المد والجزر. وعلى سبيل الثال،
تمكنت حماس من إقامة شراكة مع القاهرة، فقط لأن الإسلاميين تمكنوا من الصعود إلى
قمة السياسة المصرية. ويمكن قول الشيء نفسه عن أنقرة. أما في حالة الدوحة، فيمكن
النظر إلى فلسطين ببساطة على أنها قضية "تذكرة كبيرة" يمكن أن تندرج في
إطار تطلعات قطر الإقليمية. لكن المشكلة في القيام بهذا وذاك هو أن القضية
الفلسطينية تبقى الآن، كما كان حالها من قبل، رهينة محكومة بالاتجاهات السياسية في
البلدان الأخرى. ولذلك، عنى سقوط مرسي خسارة القاهرة، وتركت احتجاجات ميدان غازي
أردوغان في وضع تعوزه الثقة، وعنى قدوم قيادة جديدة في الدوحة وضع فلسطين في
المخزن الخلفي. ولهذا السبب، نجمت حاجة حماس الآن للعثور على شركاء يكونون قادرين
على منح الوعد بعلاقة دائمة ومستمرة، تستطيع تجاوز أي مد سياسي عاصف، ويظل الالتزام
بها حاضراً فوق كل شيء تجاه فلسطين والفسطينيين.
2.
المشاكل في الوطن
بما أن مواطني قطاع غزة يعانون الآن
أكثر في ظل الأزمة الحالية، أصبحت حماس تقف اليوم على أرضية مهزوزة. وقد ذهبت تلك
الأيام التي سبقت وأعقبت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2006، عندما
بدت حماس وأنها في أعلى مستوى من الشرعية على الإطلاق، وفي كل الأوقات. وفي تلك
الآونة، بدت الحركة التي بُنيت على تاريخ من خدمات الرعاية الاجتماعية والاقتصادية
والاشتباك العسكري المتحمس مع إسرائيل، وكأنها لا يمكن أن تخطئ. لكن حماسا أخرى
مختلفة خرجت على ظهر محاولة الانقلاب التي قادتها حركة فتح في العام 2007. وعندما
أصبحت تتصرف بعصبية تجاه أي تحد محتمل لسلطتها، عمدت حركة المقاومة الإسلامية إلى
إسكات أي شكل من أشكال المعارضة لها في داخل قطاع غزة. وبوضعها بقية الفصائل
الأخرى على الهوامش، أصبح الناس العاديون في غزة يعانون من غضب نظام استبدادي
يتعقب أدنى الهفوات، والذي كثيراً ما تقوم قوات حماس الأمنية بتطبيقه بوحشية.
وأفضى ذلك إلى صناعة مواطنين محبطين وبالغي الغضب على حد سواء. وهناك إشارات على
احتمال قيام حركة "تمرد" في غزة نفسها، والتي تأمل بأن تعكس نجاح نظيرتها
المصرية. وبالإضافة إلى ذلك، ومع تقديم حركة الجهاد الإسلامي نفسها كبديل لحركة
حماس في غزة، فإن بيئة سياسية (قد تكون موسومة بسرعة التغير) يمكن أن تكون في طور
التشكل في غزة. وقد تجلت بؤر التوتر التي تعبر عن عاطفة مناهضة لحماس آخر ما يكون
يوم 18 أيلول (سبتمبر)، في شكل صدامات بين طلبة فلسطينيين يدرسون في الخارج وبين
قوات حماس في حدود رفح. وبالإضافة إلى ذلك، وردت أخبار عن معارك عدة مسلحة متكررة
وقعت خلال فصل الصيف بين حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في معقل الأولى الحصين
في الشجاعية. ويبدو أن حماس أدركت على الأقل حجم التحدي الذي تشكله حركة الجهاد
الإسلامي، حيث قيل إنها وقعت اتفاقاً مع المجموعة. وبعد ذلك، ما تزال حماس في حاجة
إلى البحث عن السبل إرضاء الغزيين. وفي حال تُرك هذا الأمر بدون علاج، فقد يتبين
أنه بمثابة عقب أخيل بالنسبة للحركة.
3.
إخوة السلاح
أخيراً، ورغم جهود حركة فتح الهادفة
إلى تقويض مساعي حماس لرئاسة السلطة الفلسطينية، فإن الوقت قد حان للمصالحة بين
الفصيلين. وفي حين تبقى الاختلافات بين المجموعتين غير قابلة للتوفيق بينها على
المدى القصير، فإنها تظل عالية الكلفة بالنسبة للشعب الفلسطيني والقضية
الفلسطينية. وسوف يكون الحديث عن السلام بلا أي معنى من دون وحدة وطنية. وبالإضافة
إلى ذلك، لن يستطيع سوى ضم موارد كلتا المجموعتين أن يخفف من حدة التحديات
الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الفلسطينيون عموماً وسكان قطاع غزة على وجه
الخصوص.
*زميل
الدكتوراه في جامعة كوبنهاغن.
*نشر
هذا التحليل تحت عنوان: Hamas since June 30th: A To Do List
المصدر: الغد