القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

حين تشتعل النار...

حين تشتعل النار...

بقلم: يوسف رزقة

يبدو أن قيادة السلطة وقيادة حركة فتح؛ باتت تتألم من الحراك السياسي الأخير لحركة حماس، وبالذات تطوير العلاقة مع المملكة العربية السعودية، وتعميقها مع تركيا وقطر، وتنميتها مع روسيا، مع الحفاظ على العلاقة مع إيران.

ويبدو أن قلقًا عميقًا يعصف الآن بقيادة السلطة، وبطانة عباس تحديدًا، لأن حركة حماس التقت توني بلير وغيره، من أجل اختراق الحصار المضروب على غزة، بعد أن تبين لحماس بالأدلة العملية، والمعلومات اليقينية، أن عباس يعمل على تشديد الحصار على غزة، وتهميشها بغرض تركيع حماس والمقاومة من خلفها.

كان تخلي حماس عن الحكومة، وتوقيع اتفاق الشاطئ امتحانًا غير مقصود وغير متوقع لعباس، وفتح، والفصائل، وحكومة التوافق، وكانت نتائج الامتحان صفرًا كبيرًا، ما فرض على حماس العمل في الساحة الإقليمية والدولية للتخفيف عن غزة, بعد أن تمادى عباس في ظلمه لها، وبعد أن سكت الآخرون.

حين سربت وسائل الإعلام الصهيونية خبر الاتفاق على التهدئة مع حماس من خلال توني بلير، فقدت قيادة السلطة اتزانها، وقررت القيام بحملة إعلامية شرسة على حماس لمنعها من مواصلة الطريق، وإفشال محاولاتها لرفع الحصار. وإذا نظرت في الاتهامات الموجهة لحماس تجدها لا علاقة لها بمفهوم التهدئة، ولا ببنود اتفاق التهدئة، الذي لم يتم أصلًا، وقد جاءت هذه الاتهامات بلغة جارحة ومسفة، لذا من المفيد نقل بعضها:

يقول أحمد عساف: (اتفاق حماس- بلير هو خروج عن الإجماع الوطني؟!)، وهو (تكريس للانقسام وفصل قطاع غزة؟!)، (ويحقق الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي بقتل إقامة الدولة المستقلة؟!). حماس (تضرب عرض الحائط بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليًا غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟!). (ودعا عساف جماهير شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة إلى الاستمرار بالتصدي لمؤامرة حماس؟!). [هكذا مؤمرة؟!]

لاحظ أنه لا يوجد فيما قاله عساف كلمة واحدة لها علاقة بمفهوم التهدئة، ولا بحصار غزة، وحق سكانها بالعمل المباشر لتخفيف الحصار والمعاناة، وهنا من حقنا أن نسأل: هل التنسيق الأمني، من الثوابت الفلسطينية؟!, وهل التآمر على المقاومة وعلى غزة وحصارها من الثوابت الفلسطينية؟، وهل حماس هي التي تحتل القدس وتمنع الدولة الفلسطينية؟!. [عيب الشعب بفهم]

أما أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح فقد وصف تفاهمات بلير- مشعل بمثابة (أساس لإنشاء روابط قرى جديدة بثوب ديني). [هكذا روابط قرى؟!], وقال: "حماس انقلبت على الشرعية.. واليوم وبعد ثلاث حروب مدمرة، تقبل حماس بتهدئة طويلة الأمد, وإيقاف لأشكال "المقاومة" والتسلح فوق الأرض وتحتها، وكل ذلك مقابل ميناء ذليل بسيطرة إسرائيلية".

جيد، أحسنت. لأن قلبك على المقاومة والتسلح. ولكن هب أن حماس كما تقول، فهل تستطيع يا سيد قواسمي أن تعطي أهلنا في الضفة حق الدفاع، والتسلح فوق الأرض، وتحت الأرض، وإن كنت لا تستطيع فليس لك الحق في انتقاد حماس في هذا الباب، لأن حماس أعطت سكان غزة بتشريع برلماني حق المقاومة والتسلح، والواقع يثبت صدق حماس، وكذب المفترين على الله.

وأما ما قاله مجدلاني أمين جبهة النضال الشعبي، فهو تكرار لما قاله عساف، والقواسمي، ومن ثمة لا داعي لمناقشة الأتباع هنا.

إنه كلما تقدمت حماس في السياسة الخارجية خطوة إلى الأمام، وخطوة أخرى في ملف رفع الحصار عن غزة، كلما اشتعلت نار الكراهية في قلوب المرجفين وعلى ألسنتهم.

المصدر: فلسطين أون لاين