القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

خالد مشعل.. الاستراتيجية الواضحة

خالد مشعل.. الاستراتيجية الواضحة

بقلم: رأفت مرة / كاتب فلسطيني

إنها المرة الثانية، خلال ثلاثة أشهر، التي يتوجه فيها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، بخطاب واضح وعميق، يحدّد الاستراتيجية الفلسطينية الفلسطينية ويرسم رؤية حركة حماس للشأن الفلسطيني، من ضمن الواقع الذي تعيشه المنطقة، وطبيعة الصراع مع الاحتلال وموازين القوى.

كل ذلك يتم تحت سقف أهداف الشعب الفلسطيني ووحدة موقفه، وحماية مصالحه العليا، وفي روحية تعزّز حرص مشعل وحماس على إحداث تغيير جوهري في الساحة الفلسطينية: الشعب والمؤسسات والقرار، بما يحفظ تضحيات هذا الشعب، وما أكثرها، ويجمع جميع القوى السياسية والاجتماعية وتركيبة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على أهداف واضحة، لا تزال هي نفس الأهداف التي رُفعت منذ بداية القرن الماضي.

لم يمل خالد مشعل طوال السنوات الأخيرة، وبالأخص بعد تصاعد الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، من التذكير بثلاثية واضحة:

  • إجراء حوار فلسطيني شامل بين جميع القوى السياسية.

  • تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين جميع القوى، بما يؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، وتطبيق بنود المصالحة.

  • وضع برنامج عمل يضمن حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه والدفاع عنه، ودعم انتفاضة القدس، وتطوير أدائها.

وهذه الرؤية ناتجة عن واقع أجاد مشعل تقديمه للفلسطينيين عدة مرات، آخرها في خطابي أيلول/سبتمبر وخطاب يوم الأحد على قناة الجزيرة.

ينطلق مشعل من القواعد التالية:

  1. قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والمقاومة وتحقيق نتائج كبيرة قادرة على ضرب الاحتلال وإنهاكه كمقدمة أساسية للانتصار النهائي عليه، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.

  2. لا يمكن حصول انتصار فلسطيني كبير، ولا يمكن وضع حدّ لإرهاب الاحتلال، إلا من خلال وحدة وطنية فلسطينية شاملة، بين جميع القوى السياسية، وجميع مكوّنات الشعب.

  3. ضرورة إجراء إصلاح سياسي مؤسساتي داخل الأطر الفلسطينية، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال الحوار، واللقاء، والقناعة.

  4. يضع مشعل قاعدة الشراكة أولوية، وهنا يظهر خطر فكرة الاحتكار والهيمنة والإلغاء، ويعتبر أن مساحات الوطن قادرة على استيعاب الجميع.

والشراكة ضرورة، وهي ضدّ الإلغاء، ومن أهم شروطها إجراء مصالحة فلسطينية داخلية وحكومة وحدة وحلّ لكل المشاكل العالقة.

خطاب مشعل هنا، يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المسائل السياسية: الإنجازات التي حققتها انتفاضة القدس، تراجع عملية التسوية وانسداد أفق الحلّ السياسي، الوضع الصعب الذي تعيشه السلطة الفلسطينية، والواقع الإنساني الصعب في غزة، تجاهل العالم أولوية القضية الفلسطينية، واتساع أزمات المنطقة.

خالد مشعل لا يبحث هنا عن مكسب حزبي، ولا عن مصلحة شخصية، هو ينظر على مساحة الوطن، يقرأ الحاضر والماضي، ويستشرف المستقبل، ويطالب بالحوار. هو منفتح إلى أبعد الحدود، يمدّ يده، واقعي.

انتفاضة القدس بدّلت وقائع كثيرة، الإسرائيليون يلاحظونها، ويستشعرون خطرها، خطاب مشعل يتوجه لصاحب القرار في السلطة الفلسطينية من أجل الحوار والمصالحة والشراكة من أجل فلسطين والشعب والقضية.

نتمنّى أن لا يكون الطرف المستهدف سدّ أذنه بقطعة من القطن.