القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

دعوات الهجرة.. هل تسهم بتصفية قضية اللاجئين؟

دعوات الهجرة.. هل تسهم بتصفية قضية اللاجئين؟

بقلم: صالح الشناط

لم تجد قضية اللاجئين الفلسطينيين، العادلة والمشروعة، حلأً لها بعد قرابة سبعة عقود على نشأتها، بل ازدادت تعقيداً، وحفتها المخاطر من خلال المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي ومن ذلك اتفاق أوسلو 1993، الذي كان أشد خطورة على قضية اللاجئين من نكبة 1948، حيث أُجل حقّ العودة لما سُمي مراحل الحل النهائي، وتركت كلمة اللاجئين دون تعريف في تلك الاتفاقية.

اليوم يسعى الاحتلال الإسرائيلي بوسائل شتى لتصفية تلك القضية، كي لا يبقى هناك من ينادي بحقّ العودة، ويطالب بتفكيك وكالة الأونروا، الأمر الذي يعدّ بداية مرحلة خطيرة لقضية اللاجئين، ولأول مرة يطالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتفكيك وكالة الأونروا، ودمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ولا تنتهي المخاطر المحيطة بقضية اللاجئين عند إجراءات الاحتلال، ولا المخططات والمشاريع لتصفيتها، فالمخيمات الفلسطينية والتي هي عنوان اللاجوء وحق العودة، تتعرض لمؤامرات، وبعضها لم يعد له وجود، والذي لا يبدو واضحاً هو أن الوجود الفلسطيني في لبنان يتعرض لنقصان، بسبب الهجرة المتزايدة، والتي تقف خلفها أطرافٌ لا نخوض في دوافعها ومقاصدها، فقد تختلف النوايا ولكن النتيجة واحدة، وهي إفراغ المخيمات، وإنهاء الصوت المنادي بحقّ العودة، وتخلية الجوار المحيط بفلسطين من مطالبات بأرض فلسطين والعودة لها.

الشباب الفلسطيني، بدا يتجاوب مع تلك الدعوات للهجرة، بسبب ضيق المعيشة، ومنعِ الفلسطيني من أكثر من 70 مهنة، إلى جانب منع التملك، الأمر الذي يجعل المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين أمام تحدٍ لتدارك كل ما من شأنه أن يصب في تصفية قضية اللاجئين وإنهاء حق العودة بغض النظر عن الدوافع والأهداف.

فعلى منظمة التحرير أن تكون على قدر المسؤولية وتدفع تجاه تأمين فرص العمل، وإنشاء المشاريع التي تستوعب الشباب الفلسطيني في لبنان، باعتبارها الوعاء الحاضن والموحد للشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات. وعلى الفصائل الفلسطينية أن تعمل على الحفاظ على حق العودة وقضية اللاجئين بوسائل واستراتيجة تتفق عليها.

كما النداء موجه للدولة اللبنانية بأن تؤمن الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينين في لبنان لحين عودتهم إلى ديارهم، كي لا يؤدي ضيق المعيشة إلى تحطيم الشباب، ودفعهم للهجرة إلى مكان اللاعودة، ونسيان حقّ العودة.

* باحث فلسطيني