القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

"دعوات لتبني حماس استراتيجية جديدة لكسر الحصار"

"دعوات لتبني حماس استراتيجية جديدة لكسر الحصار"


بقلم: ياسمين ساق الله

استمرار الصمت المقلق إزاء تدهور الأوضاع في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار (إسرائيلي) بموافقة عربية وبمساندة "سلطة أوسلو" في رام الله، دفع حركة المقاومة الإسلامية حماس للتهديد بالقيام بخطوات وأعمال جريئة لكسر الحصار الخانق على غزة.

وترى الحركة أن من حقها كسر الحصار عن غزة، مع أنها في الوقت نفسه رهنت استمرار الهدوء على الساحة بسرعة التدخل الدولي لإنهاء الحصار المفروض من أربعة اتجاهات.

كبت وإحباط

حديث حماس بهذه اللهجة، اعتبره محللون سياسيون مؤشرا واضحا على عمق الأزمات التي يمر بها القطاع، منوهين إلى أن نجاح أي خطوات جديدة قد تتخذ لمواجهة الحصار تستوجب مشاركة الكل الفلسطيني وليس الاقتصار على فصيل بعينه.

ويعتقد المحلل السياسي هاني البسوس أن مثل هذا الخطاب، يكشف عن حالة استياء فلسطينية شديدة لعدم حصول أي انفراجة في الملفات العالقة كالرواتب والاعمار والمعابر والكهرباء.

غير أن البسوس لا يتوقع حصول أي ردة فعل باتجاه الجارة مصر على اعتبار أن حماس ما تزال توازن في علاقاتها مع جميع الأطراف، على الرغم من استمرار اتهامات وتحريض القيادة المصرية الحالية ضدها والتي كان اخرها اعتبار كتائب القسام "منظمة ارهابية".

وعلى ضوء ترجيح بعض الأطراف العودة إلى مربع الحرب مجددا من أجل تبديد ظلمة القطاع، يقلل البسوس من هذا الاحتمال في الوقت الحالي، قائلا "حماس غير معنية بمواجهة جديدة كما قوات الاحتلال، خاصة أن قطاع غزة ما زال يعاني ويلات الحرب الأخيرة".

ويرى أن على حماس الاقدام على خطوة تفعيل ملف المصالحة الحقيقية التي وقعت عليه، في ابريل الماضي وفق ما يعرف باتفاق الشاطئ، رغم تخلي حكومة التوافق عن مسؤوليتها في غزة وعدم تعاطيها مع حاجات ومتطلبات المواطن.

وما يزال يرى الرجل الأكاديمي، أن في يد حماس خيار آخر يكمن في تشكيل جسم موحد بمشاركة الفصائل لإدارة غزة بشكل مؤقت إلى حين التمكين من عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية، في ظل استمرار فيتو السلطة على استكمال ملف المصالحة.

استراتيجية للمواجهة

ووفقا لرؤى الكثير من المراقبين فإن استمرار الحصار دليل واضح على وجود رهان عربي اسرائيلي على اسقاط حماس في غزة، لعدم قدرة الشعب على احتمال جور وقسوة الحصار ومنع كل سبل الحياة عنه.

في المقابل يرى المحلل السياسي أسعد أبو شرخ أن كل تحرك تدعو إليه الحركة لإنهاء الحصار يمثل خطوة ايجابية من أجل انقاذ الشعب، واصفا مطالبة حماس كسر الحصار بأنه استجابة لإرادة الشعب.

غير أنه شدد على أن حماس وحدها لا تستطيع أن تقدم على فك الحصار، لهذا دعا المواطن الفلسطيني أن يشارك في تبديد الحصار بطرق سلمية، كالخروج بمظاهرات والمطالبة بتوحيد الفلسطينيين بالداخل والخارج.

ليس ذلك فحسب بل مطالبة الشعوب العربية بالضغط على أنظمتها الرسمية بالتدخل لإنقاذ غزة والضغط على السلطة لفك كل الاتفاقيات مع الاحتلال خاصة أوسلو واتفاقية باريس الاقتصادية، ومطالبة الشعوب العربية بفتح جبهات في دول الطوق كسوريا ولبنان.

هذه الخطوات التي تحدث عنها أبو شرخ تفتح المجال أمام التنسيق للعمل المقاوم الذي من شأنه أن يجبر العالم على الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني المحاصر بغزة في ظل التلكؤ في عملية الاعمار بتواطؤ من السلطة والاحتلال.

ما أشار إليه المحللون يؤكد على أن التعامل مع الأوضاع المتدهورة في غزة تستوجب الإسراع في ايجاد استراتيجية جديدة للمواجهة يشارك بها الكل الفلسطيني لتحمل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في القطاع.

وعندما انتهت الحرب الأخيرة لم ترض المقاومة وقف إطلاق النار إلا بعد اتفاق تهدئة نص أولا على فتح فوري لكل المعابر بين قطاع غزة و(إسرائيل)، إلا أن الاخيرة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه ما فاقم معاناة غزة.

المصدر: صحيفة الرسالة الفلسطينية