دلة القهوة .. في ذكرى النكبة69
بقلم: سارة سويلم / الاردن
"كان عمري ١٥ عاما عندما هجرنا من
"السميرية" قريتنا قرب عكا عام ١٩٤٨"، قالت الحاجة أُم احمد، وعمرها
اليوم ٨٤ عاما، وتعيش في مخيم برج البراجنة في لبنان. وهي تحمل بيدها دلة قهوة يزيد
عمرها عن مائة وخمسين عاما، روت لنا: "هذا الشيء الوحيد الذي احضرناه معنا من
البلاد، ورثه أبي عن جدي، وسأورثه لحفيدي محمد".
وعن يوم #النكبة تقول: "لا انسى ذلك
اليوم. كان إطلاق النار كثيفاً، وأغلقت الطرق. طلب مني والدي أن أنتظر عودة أختي التي
كانت تعمل من المستشفى، بينما يقوم هو بنقل إخوتي الصغار الى مكان آمن. كنت خائفة جداً.
سمعت صوتا يناديني باسمي، فتحت الباب فاذا أخي مصاب في قدمه، واختي معه ضمدت له الجرح،
وعاد ليلتحق بالشباب للدفاع عن قريتنا ويحفروا خنادق حول القرية. زاد اطلاق النار كثيرا،
خرجنا، اختي وامي وانا، وطلب منا أحد شباب القرية أن نوصل له كيس ذخيرة، فأركبتني والدتي
مع كيس الذخيرة على حمار. في الطريق أوقفنا جندي صهيوني مسلح، وخفت كثيراً، فتداركت
والدتي الأمر وأخبرته بأنني مريضة بمرض معد ويجب أن أذهب للمستشفى، فابتعد عنا، واوصلنا
السلاح.
سرنا مسافات طويلة، وعانينا كثيرا في الطريق،
ولاحقنا الصهاينة، وهجرونا الى لبنان. في ذاكرتي كل يوم شجرة العنب والارجوحة في فناء
دارنا.
والله لو اعطوني مال قارون مقابل اتخلى
عن بلدي فلسطين، مارح اتخلى، ورح نرجع".