سامي حمود *
مع بداية شهر أيار
(مايو) من كل عام، تشخص الأنظار نحو فلسطين الأرض والوطن والقضية. إذ يُحيي الفلسطينيون في كل مكان ذكرى «النكبة» التي
تدخل عامها الإثنان والسبعين، لتكون شاهداً على تهجير شعبٍ كاملٍ من أرضه بفعل إرهاب
المحتّل الصهيوني.
تأتي ذكرى النكبة
هذا العام وسط أجواءٍ صعبة وحزينة يسودها تفشي «جائحة كورونا» وانتشاره منذ شباط
2020 وتأثيراته الخطيرة على البشرية جمعاء. وإزاء انتشار «جائحة كورونا» عالمياً، وانعكاساته
سوءًا على واقع شعبنا الفلسطيني داخل الوطن، وفي الخارج وخصوصاً اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان. وفي ظل حالة الحجر المنزلي وتوقف
الحياة الاقتصادية جرّاء دخول لبنان في حالة «التعبئة العامة»، تفاقمت الأزمات الإنسانية
المتتالية للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من
ستة أشهر، وفي ظل غياب فرص العمل وارتفاع مستوى
البطالة وزيادة الأسعار وتدهور العملة المحلية أمام الدولار، بالإضافة إلى غياب دور
وكالة الأونروا في التخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني في لبنان.
ولا ننسى التحديات
السياسية المتمثلة بـ «صفقة القرن» ومشاريعها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية
بكل ركائزها، وأبرزها محاولات شطب قضية اللاجئين وحق العودة، حيث تُمارس الإدارة الأمريكية بالتنسيق الكامل مع الاحتلال
«الإسرائيلي» الضغوط المتواصلة على الشعب الفلسطيني وخصوصاً في البُعد الإنساني من
خلال إضعاف عمل وكالة الأونروا وصولاً إلى إلغائها. وتشهد المنطقة العربية محاولات
تطبيعية لبعض الأنظمة مع الاحتلال «الإسرائيلي» في مجالات متعددة ومنها التطبيع السياسي
والاقتصادي والثقافي والرياضي، وجميعها لا تقل خطورة عن التعاون الأمني والعسكري ضد
حركات المقاومة في فلسطين.
في المقابل لم يقف
الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي، بل لا يزال ينبض نضالاً وحرية في سبيل استعادة كامل
حقوقه الوطنية حتى إنجاز التحرير والعودة. لم يقتصر نضاله خلال الفترة الحالية، بل
لا تزال ثوراته وانتفاضاته مستمرة منذ بدايات الإحتلال البريطاني لأرض فلسطين.
وقد شهدت مختلف أماكن
تواجد شعبنا الفلسطيني داخل الوطن والشتات حراكات وحملات عديدة في مواجهة مشاريع التسوية،
وآخرها مشاريع «صفقة القرن» ومحاولات التطبيع مع الاحتلال «الإسرائيلي». وأبرز تلك
الحملات الشعبية التي انطلقت دولياً في مواجهة تلك المشاريع، حملة ضد الصفقة والتطبيع،
وحملة «العودة حقي وقراري»، وحملة «متحدون
ضد صفقة القرن». ومع بداية شهر أيار/مايو تنطلق الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية
«انتماء» للعام 2020، وبالشراكة مع «المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج».
يُذكر أن «انتماء»
حملةً شعبية، انطلقت في شهر أيار 2010 وترعاها مؤسسات ولجان فلسطينية بمختلف تخصصاتها،
وتهدف الحملة لتعزيز «الشعور الوطني» في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن
تواجدهم داخل وخارج فلسطين، وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني وإبراز تمسكه بحقوقه التاريخية
وعلى رأسها حق العودة، والحفاظ على الهوية الفلسطينية لتستمرّ الدافعيّة للعمل والتضحية.
*مدير منظمة ثابت لحق العودة