رحلة عائد: التضامن المشبوه..
بقلم: سامي حمود
يحتفي الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم في كل سنة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الموافق 29 تشرين الثاني، وهو نفسه ذكرى تقسيم فلسطين "قرار 181 المشؤوم" الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947. هذا العام بادرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الأسكوا" التابعة للأمم المتحدة بإصدار بوستر جميل تم توزيعه في الاحتفال الذي نظمته في مقر الأسكوا في بيروت بتاريخ 29/11/2011، وقد حمل البوستر عنوان "تحت شجرة زيتون في فلسطين"، ويتضمن البوستر صورة شجرة عُلّقت عليها أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
هذه المبادرة التي قامت بها الأسكوا للوهلة الأولى لقيت إقبالاً وإعجاباً من قبل مختلف مكوّنات العائدين الفلسطينيين في لبنان، ولكن ما إن تم التدقيق ملياً في صورة الشجرة وأعلام الدول المعلّقة عليها، إلاً أننا صُدمنا بخديعة الأسكوا التي أرادت تلميع صورتها وصورة الأمم المتحدة بأنها غيورة على حقوق الشعب الفلسطيني وتتضامن مع حقوقه المسلوبة، ولكن للأسف تم فضح أمرها من خلال ما نشرته شبكة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "لاجئ نت" حول وجود علم الكيان الصهيوني معلقاً على تلك الشجرة، بالإضافة إلى علم دولة فلسطين.
هذا الفعل المُشين "التضامن المشبوه" الذي أرادت من خلاله الأسكوا تمرير مشاريع مشبوهة تمس بحق العودة، والتي من خلالها إقناع الفلسطينيين بأن "إسرائيل" أمراً واقعاً ويجب التعايش معه، وعليكم بقبول حل الدولتين والاعتراف بالكيان الصهيوني، وذلك مقابل الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضوية الأمم المتحدة، والأخطر من الاعتراف هو التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتصفية قضيتهم بالكامل.
هذا الفعل المُشين يذكّرنا بالخطوة التي أقدمت عليها إدارة وكالة "الأونروا" في عمان والتي أرادت من خلالها تدريس منهاج يتحدث عن المحرقة الصهيونية "الهولوكوست" وتدريسها ضمن مناهج التعليم لمدارس الأونروا، فانفضح أمرها وهوجمت بقوة من قبل مكّونات الشعب الفلسطيني، الأمر الذي جعلها تتراجع عن تلك الخطوة.
هذه الأفعال المشينة تدعونا لأن نكون حريصين جداً من أي مبادرة تأتينا من الغرب وخصوصاً من المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي تريد أن تُزيّن صورة الاحتلال وتعرضه لنا كشعب يحب السلام، وما الشعار الذي اعتمدته "الأونروا" قبل فترة "السلام يبدأ من هنا" إلاّ خطوة مشبوهة في طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني. في المقابل مطلوب فلسطينياً أن ندعم بقوة حق أبنائنا في إعادة تعليمهم مادتي تاريخ وجغرافية فلسطيين لزيادة مستوى الوعي والتمسك بحقوقهم وثوابتهم وعلى رأسها حق العودة.
المصدر: مجلة البراق