رحلة عائد: بانتمائنا.. بتنا للعودة أقرب
بقلم: سامي حمود
عندما رفع الفلسطينيون شعار "60 عاماً وللعودة أقرب" خلال إحيائهم الذكرى الستين للنكبة، كانوا يعتقدون بأن عودتهم أصبحت قريبة جداً لأنهم يؤمنون بأن العودة سنّة حتمية، لذلك عملوا جاهدين طيلة عقدين من الزمن لأن تكون شعاراتهم ليست مجرد أقوال وإنما أرادوا تجسيدها بالأفعال.
لقد أصبحت فعاليات ذكرى النكبة في كل عام، عنواناً لتمسك الشعب بثوابته الوطنية وحقوقه وخصوصاً حق العودة، ومدخلاً قوياً لإبراز التراث والهوية الأصلية وإحياء الذاكرة وتوعية الأجيال حول وطنهم فلسطين. 15 أيار أصبح يوماً فلسطينياً بامتياز تمتزج فيه الذكريات الحزينة والمؤلمة بمشاهد الأمل والتحدي والصمود لهذا الشعب المضحّي طيلة عقود من الزمن.
ومن أبرز تلك الفعاليات "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" الذي أصبح عمره العشرة أعوام ولا يزال يتصدّر المشهد الفلسطيني في فعاليات ذكرى النكبة، والذي يُجّسد فيه الفلسطينيون في شتى أنحاء القارة الأوروبية أن الشتات هي مشكلة حقيقية أوجدها الاحتلال الصهيوني لأرضهم ولكنهم استطاعوا أن يتغلبوا عليها من خلال اجتماعهم السنوي في هذا المؤتمر ليوصلوا رسالة للعالم أجمع وللعدو الصهيوني قبلهم أن هذا الشعب واحد وموحّد خلف قضيته العادلة ومتمسك بثوابته الوطنية والتاريخية وبحق عودته وأن الغربة ورغد العيش لن ينسه أرضه ووطنه فلسطين.
ثم جاءت فكرة إطلاق "الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء" للسنة الثالثة على التوالي كإطار فلسطيني شعبي يضم العديد من المؤسسات الأهلية الفلسطينية والعربية والدولية حيث تجوازت المائة وخمسين مؤسسة، ومن أبرز أهداف الحملة هو تعزيز الشعور الوطني لدى أوساط اللاجئين الفلسطينيين، والتأكيد على تمسك هذا الشعب بثوابته وحقوقه كاملةً وعدم التفريط بها وخصوصاً حق العودة.
والتجسيد الأكبر لانتماء هذا الشعب بقضيته، والتأكيد على أن اللاجئين الفلسطينيين لهم دور نضالي وأساسي في عملية الحفاظ على الثوابت ومشروع التحرير، هو مشهد "مسيرات العودة المليونية" في 15 أيار 2011، الذي تكلّل بالشهادة واستشهاد 9 لاجئين فلسطينيين في منطقتي مارون الراس اللبنانية والجولان السورية، تأكيداً على أن الفلسطيني في أي بقعة أرض وُجد مستعداً للتضحية في سبيل استعادة أرضه وكامل حقوقه. وقد أُطلق على هذا الحدث التاريخي المشرّف شعار "عائدون..انتماءٌ كُتب بالدم".
المصدر: البراق، عدد أيار 2012