رحلة عائد: حصاد 2012..اللاجئون أصبحوا "مستوطنون"!
بقلم: سامي حمود
القضية جد خطيرة والأمر أصبح لا يُستهان به، فلبنان بات مهدداً بالخطر القادم من سورية، إنه تسونامي من اللاجئين الفلسطينيين يجتاح الأراضي اللبنانية! مع العلم أنه لا يتجاوز تعداد هذا "التسونامي" الثلاثة عشرة ألف نسمة.
فعندما تعالت الأصوات اللبنانية العنصرية المطالبة بإقفال الحدود أمام اللاجئين الفلسطينيين بعد مجزرة مخيم اليرموك وتوافد العشرات من العائلات هرباً من صواريخ طائرات الميغ السورية التي لم توفر مخيمهم وحتى لم توفر مساجدهم، فإذ ببعض الشخصيات المسيحية مثل "العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل" التي تعتبر هذا اللجوء بمثابة ناقوس خطر يهدد مستقبل لبنان واللبنانيين وخطوة عملية في تطبيق مشروع التوطين، أما نحن فنعتبره باللجوء القصري والمؤقت.
لذلك كل النداءات العنصرية التي تطالب بإقفال الحدود وعدم السماح للاجئين الفلسطينيين في الدخول إلى لبنان هي ذرائع كاذبة بل ذرائع خبيثة تنبع من حقد دفين على الفلسطينيين وتسعى إلى تهجيرهم بأي ثمن وإلى أي مكان وشعارهم دائماً فزاعة "رفض التوطين"، المهم أن لا يبقوا جاثمين فوق صدورهم التي لا تحتمل لا الفلسطيني ولا حتى اللبناني من خارج ملتهم.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى درجة اعتبار اللاجئين الفلسطينيين "بالمستوطنين الجدد"، وأن المخيمات الفلسطينية في لبنان هي أشبه "بالمستوطنات"، وبذلك يكون "الإسرائيليون" والفلسطينيون في الأمر سواء! "فالإسرائيليون" أقاموا "المستوطنات" فوق الأراضي الفلسطينية، والفلسطينيون أقاموا "المستوطنات" فوق الأراضي اللبنانية!.
إذاً الأمر جد خطير، عندما تُطرح قضية اللجوء الفلسطيني في لبنان من هذا المنظور العنصري الذي يتقاطع مع مصالح الصهاينة والأمريكان. الأمر ليس سواء أيتها النائبة اللبنانية نايلة تويني، فعلاً أنت نائبة ولا يصلح لك لقب نائب، فتشبيهك اللاجئين الفلسطينيين "بالمتسوطنين الجدد" هو تشبيه عنصري وقبيح ومرتد عليك، ولا نعتبره يعبر عن رغبة جموع اللبنانيين، ففي لبنان يوجد أناس كثر فيهم الخير الكثير وفيهم الأخلاق الكريمة وفيهم خصال العروبة والمروءة.
فحصاد 2012 في لبنان كان مميزاً بحيث أن بعض العنصريين اللبنانيين أرادوا تغيير مصطلح المخيمات الفلسطينية من "بؤر أمنية" إلى "مستوطنات"، وعليه فإن اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا برتبة "مستوطنين"!
المصدر: مجلة البراق، عدد كانون الأول، 2012