القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

رحلة عائد.. ظلم الأونروا

رحلة عائد.. ظلم الأونروا

بقلم: سامي حمود

لم يعد خافياً على أحد أن وكالة الأونروا، المسؤول المباشر عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أصبحت تُشكل عامل إضعاف لواقع اللاجئين ومستقبل قضيتها. وما يشهده واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من مآسي ونكبات على مختلف الأصعدة الإنسانية والاجتماعية، خصوصاً تراجع المستوى التعليمي للطلاب الفلسطينيين وتدني مستوى الخدمات الصحية والفساد الإداري والمالي والمحسوبيات في عمليات التوظيف، أكبر دليل على أن هناك سياسة ممنهجة تتبعها إدارة الأونروا لإيصال المخيمات الفلسطينية إلى هذه المستويات المأساوية.

رغم هذا التراجع في أداء الأونروا وخدماتها وفي ظل سياسة خبيثة تهدف من مرحلة تقليص الخدمات بشكل تدريجي إلى مرحلة إنهاء عمل الأونروا كلياً وصولاً إلى شطب قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة في ظل تسوية شاملة لإنهاء الحرب بين الفلسطينيين والصهاينة، إلا أن اللاجئين الفلسطينيين يصرّون على تمسكهم بحقوقهم وثوابتهم المقدسة وأيضاً بتمسكهم بوكالة الأونروا كمسؤول مباشر عن تقديم الخدمات الإنسانية لهم وكشاهد سياسي على نكبتهم ولجوئهم.

ولكن هذا التقصير والتراجع في خدمات الأونروا بلغ مرحلةً متقدمة لدرجة اعتبار النتائج والآثار المترتبة على القرارات التي تصدر عن إدارة الأونروا في بعض القضايا مثل التعليم والصحة والتوظيف والإعمار بمثابة القرارات الظالمة والجائرة بحق العديد من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهذه الحالات ليست مجرد حالات محدودة أو استثنائية ولكنها حالات عديدة ومتكررة وموثقة لدى بعض المؤسسات الحقوقية والجهات الإعلامية الفلسطينية.

ولعل الصرخة المدّوية التي أطلقها الطالب الجامعي عمر زعيتر، من مخيم البرج الشمالي، من خلال قصيدته الشعرية بعنوان "ظلم الأونروا". حيث أراد أن يجسّد فيها معاناته هو و 22 طالباً جامعياً غدرت بهم إدارة الأونروا وجعلت مستقبلهم التعليمي مجهولاً بل مُظلماً كظلمها. حيث أصدرت إدارة الأونروا قراراً تحرمهم فيها من المنح الجامعية التي كانت أقرّتها لهم مسبقاً، واليوم أصبح هؤلاء الطلاب مطالبون بتسديد الأقساط الدراسية لهذا العام وإلاّ سيحرمون من إكمال دراستهم الجامعية.

وللأسف، إدارة الأونروا لم تهتم لقضيتهم الصعبة مثل الكثير من القضايا الأخرى التي يعانيها شعبنا الفلسطيني بسبب سياسة الأونروا، ولم تهتم لمستقبل هؤلاء الطلاب الذين يشكلون النواة الصحيحة لبناء مجتمع فلسطيني قوي على أساس العلم والمعرفة والإيمان.

لن تكون الصرخة التي أطلقها الشاعر والطالب عمر زعيتر الأخيرة وليست الأولى، بل سبقتها صرخات كثيرة وستلحق بها أخريات كثر ما دام حال اللاجئين الفلسطينيين الإنساني من سيئ إلى أسوأ وما دامت الأونروا تنتهج سلوكاً عدوانياً تجاهنا، ولكن السؤال يبقى، كيف نستطيع أن نردعها؟!
 
المصدر: مجلة البراق