القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

رسائل صبابة وحنظلة: «هرب» آيدول

رسائل صبابة وحنظلة: «هرب» آيدول

بقلم: معاذ عابد

عندما اصطفت الكراسي البلاستيكية في ساحة من ساحات رام الله لتتابع برنامج «آراب آيدول» على شاشة ام بي سي، تأييداً للمشترك محمد عساف الخارج من عمق الحصار والنار في غزة بصوت جميل ومَلكة موسيقية جيدة، تهافت المنظرون الفارغون من جماعة «الدوشكا» في جرش و«الار بي جي» في بيروت، بالهجوم العنيف على الشاب ومحبيه بتهمة «تشتيت الانتباه عن القضية الفلسطينية»، وما إلى ذلك من «العلاك المصدي»، هذا اذا لم نتحدث عن أصحاب النفَس الأصولي «الوهابي الرائحة» والذين يحترفون كلمة «حرام» أكثر من السلام عليكم.

كما نصّب الكثير من المتفذلكين أنفسهم ممثلين شرعيين للقضية الفلسطينية، ممن رُفعوا وانتفعوا بهذه الشعارات طول مدة جمع «الثروة» الفلسطينية المعروفة إعلامياً لديهم باسم «الثورة الفلسطينية». لم يعرف أحد محمد عساف حين غنى «علّي الكوفية» التي سمعها الكثيرون ولم يربطوها به حتى الآن. ولا بأغان مثل «راجعين يا وطن». لم يعرفه أحد حين كان يغني في المناسبات الوطنية الأغاني الثورية القديمة والجديدة، لأنه لم يرتم في حضن أبو فلان وليس محسوباً على أبو علان. ليس محرماً على الشعب الفلسطيني أن يكون لديه مبدعون، أو فنانون، وليس من الخطأ أن يتابع الشعب الفلسطيني (المصاب بشيزوفرونيا فصائلية طويلة الأمد) ظاهرة فنية.

الكثير من متابعي هذا الفنان ومسيرته التي بدأت في برنامج يهدف الى التكسب الإعلامي، ليسوا من محترفي الموسيقى أو السميعة، بل أكاد اجزم أن الكثير منهم يستحرم الغناء والمزامير ويرون في الموسيقى فساداً للأخلاق. الكل هرب إلى عساف.. لا محبة بالفن ولا لأنه فلسطيني، فالكثير أحب برواس حسين الكردية وزياد خوري اللبناني وغيرهم. الكل يهرب في غزة الى عساف، لأنهم ممنوعون من التنفس بعد قوانين حماسستان، ولعل آخرها «مقياس درجة الرجولة والحفاظ عليها».

الكل يهرب في الضفة الى عساف وصوته لأنهم قد أصيبوا بالإحباط السياسي والاجتماعي المصاحب لارتفاع الأسعار حتى وصل سعر علبة السجائر المحلية الصنع الى 20 شيكل (5.5 دولارات) وعدم وجود رواتب بسبب الحصار الإسرائيلي على المساعدات والتحويلات المالية.

سواء فاز عساف بلقب هذا البرنامج أو خسر، فقد استحق بجدارة لقب «هرب آيدول».

المصدر: الاخبار