رسائل
فلسطينية لا تخطئها الدلالة..
عباس
غالب
في ظروف
بالغة التعقيد تظلل سماء المنطقة،حقق الفلسطينيون اختراقاً استثنائياً في مشهد ترايجيديا
هذه المستجـدات،ذلك أن نجاح المصالحة الفلسطينية بين حركتي (فتح) و(حماس) لإيقاف
تصدع عباس غالب. -
في ظروف
بالغة التعقيد تظلل سماء المنطقة،حقق الفلسطينيون اختراقاً استثنائياً في مشهد
ترايجيديا هذه المستجـدات،ذلك أن نجاح المصالحة الفلسطينية بين حركتي (فتح)
و(حماس) لإيقاف تصدع الجبهة الداخلية سوف يسهم –دون شك – في رسم خارطة جديدة
لتحديد معالم أفق مستقبل الشراكة الوطنية في ضوء تحديات الراهن الفلسطيني .
ومن
المؤكد،فإن هذه التحديات باتت معروفة ،لعل في طليعتها انسداد أفق المفاوضات مع
حكومة الاحتلال الإسرائيلي وازدياد الضغط على السلطة للقبول بتسوية لا تضمن أبسط
الحقوق المشروعة في إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس
الشرقية،فضلاً عن وضع اللاجئين وغيرها من الاستحقاقات الفلسطينية.
وبهذا
المعنى تكون التوافقات الفلسطينية بمثابة رد قوي على الفريق الإسرائيلي الذي كان
–ولايزال- يراهن على استمرار حالة الاختلاف بين حركتي فتح وحماس والتمادي في فرض
شروط مجحفة بالمفاوض الفلسطيني .
أما
الرسالة الأخرى في إطار هذا المنحى الجديد الذي تتمثله قيادات فصائل العمل السياسي
الفلسطيني فترتبط بقدرتها على تجاوز خلافاتها وتناسي انشدادها إلى ماضي التحالف مع
الخارج ..وأن المطلوب من دول الإقليم حشد جهودها لدعم هذه المصالحة وتعزيز موقف
المفاوض الفلسطيني،فضلاً عن تقـديم الدعم المادي واللوجستي الذي يسهم في التخفيف
من الـواقع الأليم الذي يعيشه الداخل الفلسطيني ويساعد على خلـق أجواء تـوثيق عـرى
اللحـُمـة الوطنية،عوضاً عن تغذية الانشقاقات وتوسيـع دائرة الاختلاف.
ولاشـك
أيضاً أن الخطوات العملية التي جسـدها التوافق المتمثل في القبول بتشكيل حكـومة
جديدة وما يتلوها من إجراءات عملية لتصـويب أخطـاء سنوات القطيعة وإصلاح المؤسسات
الدستورية والتنفيذية ،سوف يسهم كل ذلك في توضيح الصورة بجلاء لرعاة التسوية
القائمة على حل الدولتين وبأن الفلسطينيين ماضون بجدية على عكازي المصالحة
والتوافق من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى نفس الجدية من
التعاطي الإيجابي مع جهـود رعاة هذه التسوية ، حيث سيكونون إحدى رافعاتها طالما
حافظت هذه التسوية على ثوابتها القائمة على وثائق ومرجعيات السلام المتعددة.
وفي هـذه
الأجـواء المفعمة بروح التفاؤل والتسامح التي تعيشها الساحة الفلسطينية،يلاحظ
المراقب استثنائية القوة المفرطة التي تتعامل بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد
الفلسطينيين الأبرياء.. وإعلانها وقف المفاوضات إثر المصالحة ومواصلتها تنفيذ
مخططات بناء المستوطنات ودأبها في تهويد مدينة القدس وطمس معالمها الفلسطينية (
إسلامياً ومسيحياً) وهو ما ينبغي على رعاة التسوية التدخل المباشر لإيقاف صلف هذه
الاعتداءات التي تزيد المشهد قتامة والوضع السياسي حرجاً ..وهي نفس المسؤوليات
الملقاة على عاتق الفلسطينيين في تعزيز روح هذا التوافق وطي صفحة الماضي وتوحيد
الصف لمواجهة تحديات المرحلة والتعاطي بإيجابية مع كل اطروحات التسوية ، خاصة بعد
أن أكد الرئيس محمود عباس أن هذا التوافق الفلسطيني لا يعني اتخاذ موقف سلبي تجاه
المفاوضات..وأن الفلسطينيين جميعاً متمسكون بحبل الأمل في الإنقاذ من قبضة السجان
الإسرائيلي وفقاً لمرجعيات السلام.
المصدر:
الثورة نت