رغم كل التناسي.... هو مخيم
بقلم: محمود عطايا
على رابية جميلة في الشرق من مدينة صيدا، يقع 750 منزل
بؤس هو مخيم المية مية للاجئيين الفلسطينيين،الذي انشأ عام 1954 له مدخل يتيم بين مئات
الجدران الاسمنتية والاسلاك الشائكة المحيطة فيه كمعتقل من العهد النازي. مخيم المية
مية يعاني من العديد العديد من المشاكل الاجتماعية والتي برأي الكثير ستتفجر امنيا
قريبا، فزيادة على البطالة المنتشرة اصلا تتفاقم الحاجات بزيادة 150 عائلة فلسطينية
نازحة من المخيمات السورية الى مخيمات لبنان، فأجتمع بؤس النزوح مع معاناة اللجؤ وتحول
هم وهدف النازح الفلسطيني من سوريا بالعودة اليها فازداد حلم التحرير بعدا والقلب اقرب
لليرموك من فلسطين بسبب الحاجة والاستغلال. تتجول في شوارع مخيم المية مية لتتفاجأ
بعدد المكاتب الفصائلية فيه،بما فيها امانة سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الا
انه يفتقر للمؤسسات الخدماتية، الاهلية والمدنية، فانعدام وجود مستوصف كاف لتخيل الواقع
المرير فيه. ازقته ومنازله متداخلة بين البنيان والكهرباء فمعظم بيوته يمر بها اسلاك
كهربائية من شبكة خدماتها شبه معدومة لان الحاجة اكبر من التيار الكهربائي الموجود،
فانفجاراتها شتاء وذوبانها صيفا ينسيك معاناة القسم الاخير من المخيم والذي هو متنازع
عليه قضائيا ما بين اهل المخيم واهل القرية والوضع يزاد سؤا مع امر قضائي باخلاء السكان.
يلتف اليوم مخيم المية مية بالعديد من المشاريع العمرانية الحديثة والتي تبين لنا انها
اراضي ومشاريع حزبية تتبع للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، الا ان سكان المخيم لا
يستفيدون منها لانها ليست مشاريع تشجيعية بل تجارية بحتة. تستمر جولتنا داخل ازقة المخيم
وبالقرب من ما يسمى بالقصر المبنى الكبير والذي يضم العديد من العائلات التي تنتظر
وقوعه عليهم ليسجل مجزرة انسانية بحقهم، فالقصر مبنى مهترء آيل للسقوط بين لحظة واخرى
يستمع سكانه لصوت ازيز من الجدران وسط غياب اي دور لاي جمعية او تنظيم في ترميمه، الترميم
الذي يحتاج الى اذن امني لدخول مواد البناء والترميم. انه ليس تل الزعتر ولا يقع في
اقاصي الارض،هو ملاصق لعاصمة الشتات، ولا يزال لم يمحى الى الآن، هو مخيم مثل اخواته
الباقيين، يحتاج نظرة ومسؤولية وبنى تحتية ومشاريع انتاجية وتشغيلية..
انه مخيم المية مية.
المصدر: موقع عاصمة
الشتات