زيارة رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان ما ارتباطها بزيارة كيري للأراضي المحتلة؟
بقلم: عبد
الرحمن عبد الحليم / خاص لاجىء نت
تلبية لدعوة
رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان،وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى
العاصمة اللبنانية بيروت ظهر الإربعاء، حاملاً معه العديد من الملفات السياسية
المتعلقة بالشأن الفلسطيني وأهمها قضية اللاجئين الفلسطينين في لبنان وسبل تحييدهم
عن اتون الأحداث الجارية في البلاد، لكن هذه الزيارة أيضاً تحمل معها مصير مجهول
لآلف اللاجئين الفلسطينين فيما يخص حق العودة.
استقبال رسمي
بحضور شخصيات سياسية وممثلون عن الفصائل الفلسطينية،هكذا تم استقبال عباس في مطار
بيروت الدولي قبل توجهه الى قصر الرئاسة في بعبدا للقاء الرئيس سليمان هناك وبحث
معه ملفات الزيارة، وبعد الإجتماع الثنائي بين الرئيسان عقد مؤتمر صحفي لإيضاح ما
تمت مناقشته بينهما.
عباس وخلال
كلمته الصحفية أكد أن الزيارة هدفها تحييد اللاجئين الفلسطينين عن التورط بأي
أحداث أمنية في البلاد، مشيرا الى أن الوجود الفلسطيني على الأراضي اللبنانية هو
موقت الى حين تحقيق العودة، لكن هذا الكلام لم يعط للاجئين تطمينات حول العودة،
خصوصا وأن زيارة عباس تزامنت فور انتهاء مباحثاته مع وزير الخارجية الأميريكية كون
كيري حول المفاوضات والسلام مع الكيان الإسرائيلي، ومن المكشوف أيضاَ تصريحات عباس
للمسؤولين الأميريكيين والإسرائيليين فيما يتعلق بالمفاوضات واضحة وجميعها تعترف
بإسرائيل كدولة، مع القبول بشطب حق العودة وإقامة دولة فلسطيين على أراضي 67.
الزيارة يأمل
منها القادة الفلسطينيون بأن تكون عند حسن ظن الفلسطينيين، وينتج عنها تحسينات
لأوضاع المخيمات في ظل ما تعانيه من حرمان لأبسط الحقوق المدنية والإجتماعية، التي
اسفرت أوضاعاً انسانية صعبة مع تزايد نسبة الفقر والبطالة وإكتظاظ المخيمات في
السكان.
قضية اللاجئين
الفلسطينيين الفارين من سوريا كانت من بين الملفات التي بحثها سليمان من نظيره
اللبناني، حيث أكد عباس على ضرورة منح التسهيلات للمهجرين من سوريا وتقديم ما تسير
من الخدمات العاجلة، مشيراً الى أن الوجود الفلسطيني في لبنان ليس عبئا لطالما أن
الأزمة في سوريا موقتة، وهنا تجاهل عباس دور منطمة التحرير في إغاثة النازحين
الفلسطينين من سوريا، حيث يقع على عاتق المنظمه تأمين الرعاية الكاملة للنازحين
وتوفير ابسط مقومات الحياة.
سليمان وخلال
كلمته في المؤتمر الصحفي شدد على ضرورة ترسيخ العيش المشترك بين الشعبين اللبناني
والفلسطيني، مرحبا بدور الفصائل الفلسطينية في تحييد مخيم عين الحلوة عن أحداث
صيدا الأخيرة، وقال سليمان إن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعمل على دراسة
أوضاع اللاجئين الفلسطينين في المخيمات بهدف تحسينها دون إدلائه بأي وعود حول منح
بعض الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين، وبالنسبة لإعمار مخيم نهر البارد الذي
دمر صيف عام 2007 قال سليمان "إن مخيم نهر البارد تم اعمار جزء لا بأس به الا
ان الاموال التي وعدنا بها لم تصل والدولة ملتزمة والمخططات موضوعة بانتظار
التمويل، لكن متى سيصل التمويل وبالتالي متى تكون عودة الأهالي الى
المخيم"؟؟!!
إذاً زيارة
رسمية تستمر ثلاثة أيام، وما ينتظره اللاجئون الفلسطينيون من الرئيس زيارة الى احد
المخيمات للإطلاع على أوضاعهم، لكن هذا الأمر مستبعد كليا من أجندة زيارة الرئيس،
حيث تقتصر الى اللقاءت مه كبار المسؤولين اللبنانين والفلسطينيين وتلبية الدعوات
لموائد الطعام، ويبقى حق العودة حلم يرواد اللجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات،
ولا يعولون في عودتهم على من تنازل عن ارضه وبيته في صفد.