القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

شهداء اليرموك مسؤولية النظام

شهداء اليرموك مسؤولية النظام

بقلم: عادل عبد الرحمن

شهد مخيم اليرموك المحاذي لمدينة دمشق منذ يوم الجمعة الماضي عمليات قصف عشوائية لأحيائه وشوارعه ما ادى الى استشهاد واصابة أكثر من عشرين لاجئاً فلسطينيا. وهذا الاستهداف لمخيم اليرموك، اكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، ليس الأول، ولا يبدو انه سيكون الاخير. كما ان الاستهداف لم يقتصر على مخيم اليرموك، بل طالت عمليات القصف كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في الجمهورية السورية من درعا شرقا حتى حلب شمالا وحمص واللاذقية.. وسقط العشرات من الشهداء الفلسطينيين منذ انطلاقة الثورة السورية في اواسط آذار / مارس 2011 دون وجه حق.

ولا يضيف المرء جديدا، حين يؤكد على ان القيادة السياسية الفلسطينية، التزمت بالمبدأ الناظم لعلاقاتها بالدول العربية، وهو: «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية». واعلنت بوضوح، انها تلتزم بخيار شعوب الدول العربية، وما تقرره يصبح ملزما للقيادة، وتتعامل مع ما تنتجه وتمظهره ثوراتها من قوى سياسية.

غير ان بعض القوى المرتبطة بسياسات النظام السوري، والاجهزة الامنية وشبيحة النظام السوري سعت لزج ابناء الشعب العربي الفلسطيني في حملات البطش، التي ينفذها ضد ابناء الثورة السورية. لذا يقوم بين الفينة والاخرى بقصف المخيمات الفلسطينية، او القيام بعمليات الاغتيال للضباط الفلسطينيين كما حصل مع شهداء النيرب وحندرات سابقا، والقاء التهم على قوى الثورة السورية، لتأليب ابناء الشعب الفلسطيني على أشقائهم السوريين.

لكن كل محاولات النظام الاسدي وازلامه من القيادة العامة والصاعقة وقائد جيش التحرير أو من لف لفهم، فشلوا، ومنيوا بالخيبات مرة تلو الاخرى، لأن ابناء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية (قوى منظمة التحرير الفلسطينية) أولاً، التزمت بالسياسة الناظمة المعتمدة من منظمة التحرير لعلاقة الشعب الفلسطيني مع الانظمة العربية؛ وثانيا لأنها كشفت منذ زمن بعيد طبيعة القوى الخارجة عن سياسة الاجماع الوطنية، فلم تنطل عليها اكاذيب تلك القوى؛ وثالثا كون الجماهير الفلسطينية ادركت بحسها الوطني والقومي مصداقية شعارات ومطالب واهداف الثورة السورية، وبالتالي انحازت بعواطفها وعقولها لصالح قوى الثورة، دون ان تتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الشقيق، حرصا على الذات الوطنية، ولعدم الزج بأبناء الشعب في معارك ليست من اولوياتهم ولا هي معاركهم الان، رغم التضامن العميق مع الشعب العربي السوري وأهداف ثورته.

في ضوء ما تقدم، فإن نظام بشار الاسد الآيل للسقوط، هو المسؤول عن دماء الشهداء والجرحى وعمليات التدمير، التي طالت وتطال أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وعليه وقف سياسات الزج بأبناء الشعب الفلسطيني في معاركه الوحشية ضد الشعب الشقيق، والتقيد بالسياسة الناظمة للعلاقة بين القيادتين، وبالتالي التوقف كليا عن قصف المخيمات الفلسطينية كلها وليس فقط مخيم اليرموك.

وعلى القيادة السياسية مسؤولية الدفاع عن ابناء الشعب الفلسطيني في سوريا، وتحميل النظام المسؤولية عن دماء أبناء المخيمات من الشهداء والجرحى، حتى لو اضطر الأمر التوجه لمؤسسة جامعة الدول العربية والمنابر العربية والاقليمية والدولية المعنية بحقوق الانسان ورعاية اللاجئين الفلسطينيين. وفي السياق، شن حملة ضد القوى المرتبطة بالنظام السوري، ودعوة جماهير الشعب في سوريا بمقاطعتها، ومنعها من العمل او التواجد في التجمعات الفلسطينية. لأن هذه القوى تجاوزت المنطق والمعايير السياسية الوطنية في علاقتها مع النظام من جهة، وفي علاقتها مع جماهير الشعب من جهة اخرى.

المصدر: شبكة فلسطين للأنباء (شفا)