القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

صفقة الأسرى.. نصرٌ معنوي بتوقيت استراتيجي

صفقة الأسرى.. نصرٌ معنوي بتوقيت استراتيجي

عبد الله ريان

مضت أيام على تعليق الأسرى الإداريين إضرابهم المفتوح عن الطعام، ولا تزال الأوساط الفلسطينية تتداول الاتفاق المبرم مع مصلحة السجون الإسرائيلية، الذي لم يزل طي الكتمان، ويتحدثون في تصريحاتهم عن نصر معنوي أو عاطفي ناله المضربون.

ويرى المحللون أن المقربين من الملف يحاولون التهرب من الحديث صراحة عن "فشل الإضراب"، كما تشير المعطيات الراهنة، إلى كرامة هؤلاء المضربين، الذين عاشت أرواحهم برزخها، وكادت تفارق أجسادهم لولا اتفاق قيادة الأسرى على تعليق الإضراب، الذي صار "انتحاراً" على وقع الأحداث المتسارعة، التي خطفت من مسرحهم المصيري الأضواء.

توقيت خطأ

ولم يحالف الأسرى الحظ هذه المرة في اختيار توقيت الإضراب، إذ فقد المضربون أهم عناصر نجاحهم، التضامن الشعبي، والتركيز الإعلامي في ظل الانشغال الفلسطيني والعربي والدولي في قضايا فلسطينية أخرى، تخيم على المشهد السياسي الحامل بالمفاجآت والمشحون بالسلبية المصاحبة لكل الملفات على صعيد المفاوضات وتوقفها، والمصالحة وتعطلها، واختفاء المستوطنين الثلاثة، الذين استخدمتهم إسرائيل ذريعة لعدوان على الضفة، في عملية عسكرية واسعة اكتظت خلالها المعتقلات بأسرى جدد، انضموا إلى خانة زملائهم الإداريين.

اختفاء المستوطنين

أما بالنسبة لاختفاء المستوطنين، أو "عملية الخليل"، فكانت القشة التي قصمت ظهر الإضراب، وحسمت قرار تعليقه من قبل المضربين، بحسب المراقبين.

وبالرغم من أن التعليق قد يحقق للأسرى بعض المكتسبات بحسب الاتفاق الذي لم يعلن بعد، فإن الإضراب فشل في تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في إلغاء الاعتقال الإداري، وجذب أنظار العالم إلى قضية الأسرى، بعد أن انصرفت عيونهم نحو الإسرائيليين المفقودين الثلاثة من جهة، والانشغال بالعنف المتصاعد في المنطقة.

ظرف سيئ

ويقول الأسير المحرر زياد أبو عين لـ "البيان": "كاد النصر أن يتحقق، ولولا ما عصف بالوطن من أحداث، ما علّق هؤلاء المناضلون معركتهم، ولكنهم مناضلون، وليسوا انتحاريين، وقادة سياسيون يدركون الظرف السيئ المحيط بهم".

ويضيف أبو عين: "نعاهدهم أن نصرهم سيتحقق، وواجبنا أن نبقي معركتهم مستمرة بدعمنا وليس فقط بأمعائهم الخاوية، لنعيدهم إلى عائلاتهم ومنازلهم منتصرين".

وفي ذات السياق، يشدد الكاتب السياسي ذياب محاميد في حديثه لـ "البيان" على أن الظروف العامة المحيطة بالأسرى أثرت في أوضاعهم داخل المعتقلات.

ويضيف محاميد أن "ما شهدته الأراضي الفلسطينية من اجتياحات إسرائيلية، وسقوط شهداء وجرحى، كان له تأثير سلبي في الإضراب، بسبب انشغال الإعلام والرأي العام عنهم، وبالرغم من استمرار الاعتقال الإداري، وممارسته بحق أغلبية الأسرى خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية، فإن الإضراب قد فشل".

ويتابع محاميد: "أنا أعتقد أن الإضراب لم يفشل رغم شح المعلومات، لكن أستطيع القول إن الأسرى حققوا بعض المطالب".

تحقيق هدف

يرى الكاتب تامر الشريف أن المضربين حققوا هدفهم الأساسي من الإضراب قبل تعليقه، قائلاً: "في ذروة الإضراب، وبداية تحرك الرأي العالمي، الذي بدأ يتحدث عن قضيتهم، جاءت عملية الخليل واختفاء الجنود الثلاثة لتحدث زلزالاً كبيراً، طالت ارتداداته كل مكان، بما في ذلك المعتقلات والأسرى، الذين يعيشون على أمل عملية أسر جديدة، تبيّض المعتقلات". ويضيف الشريف: "كان هدف الإضراب إنهاء الاعتقال الإداري، وعملية الخليل أن ثبت صحتها فهي ستحرر أسرى". البيان

المصدر: البيان