القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

صوناً للبنان.. وفلسطين

صوناً للبنان.. وفلسطين

بقلم: شادي المصري

ما زلنا نرزح تحت وطأة الفراغ الرئاسي منذ أكثر من سنتين، وتحت وطأة الفضائح السياسية والاقتصادية والبيئية والأمنية والتنموية، في ظل صراعات سياسية آخر ما في حساباتها مصالح المواطن اللبناني، وفي الحقيقة ما هذا الواقع إلا امتداد للنار المشتعلة من حولنا، المشاكل واحدة مع اختلاف في ترجمتها بين بلد وآخر، سائلين الله تعالى أن يجنبنا الدماء والدمار والقتل.

لا حل لنا في لبنان، إلا بالحوار الصادق الجاد الهادف لتحقيق مصالح كل اللبنانيين، لا بالحوار من أجل التقاط الصور التذكارية أو إصدار البيانات الورقية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

لا حل لنا في لبنان، إلا بتعايش جميع أبنائه مسلمين ومسيحيين بعيدا عن أي كانتونات وتقسيمات طائفية تشرذمية تفرق ولا توحد أبناء الوطن الواحد.

لا حل لنا في لبنان، إلا بمحاكمة الفاسدين والتنويه بالناجحين المخلصين، ووجود الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المحاصصة والمصالح الشخصية والفئوية.

لا حل لنا في لبنان، إلا بأن نكون لبنانيين لكل لبنان.

أما على صعيد المنطقة، فلا خلاص لنا إلا بتعرية الإرهاب والإرهابيين وفضح من يقف وراءهم من قوى الغرب التي تتزعمها أميركا. لا خلاص لنا إلا بالتعريف بحقيقة ديننا الحنيف الذي أصبح مطية لخط الإرهاب الذي لا يعمل لا لأجل رفعة المسلمين ولا لأجل رفع رايتهم، بل يعمل لأجل تقسيم المسلمين وشرذمتهم وتهيئة الظروف لرفع راية أعدائهم.

وفي هذا السياق، يقول الله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، ويقول أيضا: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلناه لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا».

هناك استهداف واضح لإسلامنا بأنه دين الإرهاب والقتل والعنف، وهذا يتنافى مع الآيتين السابقتين، وعلينا واجب العمل لإثبات عكس ما يحاولون إلصاقه من تهم باطلة بالإسلام والمسلمين.

ومن أهم ما يجب العمل عليه، التصدي لحملة التشويه الممنهجة للإسلام التي تقودها وسائل الإعلام الغربية والأميركية، من خلال حملات جدية مضادة توضح الصورة السمحة الحقيقية لهذا الدين الحنيف، وأنه دين يدعو إلى حمل القيم الأخلاقية والسلام والتسامح والتعاون بين الشعوب على الخير.

علينا العمل بسرعة وجدية، من أجل محاربة الإرهاب بكل صوره، قبل أن تمتد ناره الحارقة أكثر فأكثر، وقبل أن تثبت القوى الغربية وأميركا أسس مشاريعها التقسيمية لبلداننا... علينا العمل معا قبل أن نخسر كل شيء جميعا.

إن ما يحصل في منطقتنا ينسينا قضية فلسطين. القضية التي تحدد معايير الصدق والكذب تجاه الأمة ككل، فمن كانت قضيته الأولى فلسطين المحتلة فهو على الطريق الصحيح، ومن كانت فلسطين آخر اهتماماته فهو على الطريق الخاطئ.

المصدر: السفير