القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

على ضوء زيارة أمير قطر لغزة، ملاحظات على علاقة حماس وقطر

على ضوء زيارة أمير قطر لغزة، ملاحظات على علاقة حماس وقطر
 

بقلم: حنظلة عمر

كان البعض يتكلم عن احتواء ايران لحماس لأنها تدعمها ماليا وعسكريا وحتى سياسيا، ولكن جائت الثورة السورية فوضعت هؤولاء في مكان لا يحسدون عليه، فكل ادعاءاتهم الباطلة تم تكذيبها في أصعب الظروف التي مرت بها حركة حماس خارجيا. والأن يأتي البعض ليبدء نفس المشروع ونفس الادعاءات، والتكلم عن احتواء قطري لحماس.

قطر لم تتوقف عن دعم غزة وحماس منذ فترة طويلة، ولم نرى أي يوم بأن قطر احتوت حركة حماس، او أن حماس قامت بأي شيء بأوامر من قطر. على العكس، فتحت قطر اراضيها لحركة حماس ولقيادتها ومحرريها في صفقة وفاء الأحرار، ولم نسمع بأن قطر فرضت عليهم أي شيء مقابل ما تقدمه لهم. وهذا ليس تمجيدا لقطر، فهنالك ملاحظات على عقلاتها الإقتصادية مع الكيان الصهيوني قبل الحرب على غزة، والقاعدة الأمريكية، وموقفها من أي حراك خليجي ضد الأنظمة فيها. ولكن هذا لا يعني بأن نتعامل معها كنظام مبارك السابق مثلا، فهنالك فرق شاسع بينهما.

علاقة حماس مع البلاد العربية هي علاقة ايجابية بطبيعة الحال، ومنذ اليوم الأول من انطلاقتها لم تعادي الحركة أي نظام حتى وإن وقف في طريقها، كما فعل النظام المصري السابق، وحافظت الحركة على هدوئها وعلاقتها الإيجابية مع الجميع لأنها لا تريد الوقوع في المستنقع الذي أوقعنا به عرفات في السابق. فإذا كان هذا هو موقفها من الأنظمة المعادية لها أو البليدة في التعامل معها، فكيف ستكون علاقتها بمن يدعمها ويدعم شعبها؟

كحركة تحرر وطني ليس مطلوب من حماس أن تعادي أحد، وغير متقبل منها أن تعادي أحد، فهي شئنا أم أبينا تمثل جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني، وربما يمكن القول بأنها تمثل القضية الفلسطينية بكفاحها ومقاومتها واكتساحها للإنتخابات البرلمانية عام 2006، فكيف لها بأن تغامر بشعبها في صدامات هي بالغنى عنها؟ ولماذا تقطع علاقتها مع قطر مثلا، أو لا تستقبل رئيس دولة يأتي بنفسه لغزة المحاصرة للتضامن معها ويساهم في كسر الحصار المفروض عليها منذ سنين، بل ويقدم الدعم المادي والمعنوي لأهل غزة الذين يحتاجون الكثير من المساعدة على الصعيد المعيشي والصحي والإقتصادي.

علاقة حماس مع ايران ودعمها للحركة رسخت مفهوم الإستقلالية في قرارها رغم الضغط عليها في وقت حرج جدا، وعلاقتها مع نظام مبارك السابق وعدائه الصريح لها وكيفية تعامل الحركة معه رسخ مفهوم العقلانية في التعامل مع العربي المعتدي، وعلاقتها مع نظام الأسد الذي دعمها ايضا ولكنه ظالم لشعبه رسخ مفهوم الموضوعية والموازنة في المواقف وعدم التنكر لحقوق الشعوب أو التنكر لما قدمه النظام لها. وبعد كل هذا يأتي البعض ليلقن الحركة كيف تتعامل مع صديق لها!!