القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

عمّال بلا أجر

عمّال بلا أجر
 
بقلم:  الأستاذ خالد بديوي
 
تقام مظاهرات تطالب بايجاد فرص عمل للشباب،أو زيادة أجور العمال أو تحديد وتقليص ساعات العمل.

لكن مظاهرات مدارسنا تطالب "بالعمل بلا أجر"، فما أن يدق جرس المدرسة معلنا بداية الحصة الدرسية حتى يتهافت الطلاب لنقل "سلات النفايالت"، ليتحولوا من طلاب إلى عاملي نظافة، ليس للحفاظ على المدرسة وجمع ما خلّفوه وقت الاستراحة. إنّما هرباً من الحصة الدراسية ومن نظام وقوانين الصف. فيتذمر من حمل كتبه ولا يبالي من عدم نظافة السلة أو غبار المكنسة أو صقيع مياه الشتاء.

من المسؤول؟ الإدراة أم الطلاب؟ الطفل الذي يتهرب من قيود الصف، الذي يحب حمل سلسلة المفاتيح ليشعر بتميزه عند فتح وإغلاق الأبواب، عند السماح بمرور الآخرين أو عدم السماح وكأنه يملك سلطة الكبار. الطفل الغير مدرك لما يفوته داخل غرفة الصف من علم ومعرفة ومتعة.

أم المسؤولية تقع على عاتق العامل "آذن المدرسة" الذي يتهرب من عمله بجعل أطفالنا ينجزونه. وكأن فرعون وإستعباده يحيى في مدارسنا، يجلس على كرسيه في موقع مشرف على أنحاء المدرسة ليتابع ويراقب عمل من ينجزون عمله. كأنه خفّض ساعات عمله وزاد أجره بإيجاد "عامل بلا أجر".

ألقي المسؤولية على كل من يرى هذا الطفل خارج أو داخل غرفة الصف يحمل مكنسة أو سلة نفايات، تاركا قلمه وكتبه. أقول له: أنت تساهم في التسرب المدرسي ونشر الأمية.

أطفال مدارس الأنروا هم طلاب، عاملي نظافة، حراس، "عتالين"، عمال بلا أجر وبلا تذمر. كيف نعلّم أطفالنا حقوقهم ونحن من نسلبهم إيّاها؟! كيف نتساءل عن تراجعهم الدراسي ونحن تركناهم خارج الصفوف ؟!كيف نتذمر من علاماتهم ونحن نثيبهم على إهمالهم؟!

المصدر:  موقع مخيم الرشيدية