القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

عن حماس وإيران

عن حماس وإيران

د. إبراهيم حمّامي

بداية لابد من توضيح التالي:

لم أمتدح يوماً لا نظام الاجرام في سوريا ولا ميليشيا حزب الله في لبنان، وتحديت كل من حاول التشكيك وبشكل مطلق زماناً ومكاناً بأي كلمة أو حرف كتبتها عن هؤلاء أمجد أو امتدح أو أدعم أو أؤيد!

وقفت مع الثورة السورية منذ اليوم الأول وأعلنت موقفي علناً في شهر أبريل/نيسان 2011 وقلت: " نحن مع شعبنا السوري البطل بلا تحفظ، بلا تردد، بلا مجاملة، مهما كانت نتيجة المواجهة بين الشعب وجلاديه، المبدأ هو المبدأ ولا يخضع لحسابات الربح والخسارة، انحيازنا هو بالكامل لكل الشعوب التواقة للحرية والكرامة".

كنت أول من طالب حماس بالخروج من سوريا والانحياز للشعب في سلسلة من المقالات والرسائل في العام 2011

ناشدت علناً في شهر يناير/كانون الثاني 2012 القيادي اسماعيل هنية بعدم زيارة طهران في وقتها

كتبت وتكلمت وانتقدت مواقف عديدة لحماس منها الموقف الأخير برفع أعلام القتلة من حزب الله في غزة وتوزيع الحلوى هناك

قلت وأكرر أن الدم الفلسطيني ليس أغلى من الدم السوري

قلت وما زلت أقول لو كان ثمن تحرير فلسطين هو إبادة الشعب السوري فلا نريد تحريرها

لذلك لا يزاودن أحد علي في موقفي من ثورة الشعب السوري وهو موقف أخلاقي مبدأي لن يتغير.

لماذا هذا التوضيح وهذه المقدمة؟

لأني سأتحدث هنا عن موقف حركة حماس والتي لا أتحدث باسمها ولا أبرر لها لكنها تقع اليوم بين مطرقة احتياجات غزة وسندان ابتزازات ايران ومن معها.

الحديث سيكون على شكل نقاط محددة حتى لا تضيع وتختلط الأمور:

حماس حركة تحرر وطني ليس المطلوب منها معاداة أحد إلا من يحتل البلاد ويذل العباد وهي في غنى عن فتح جبهات أخرى

حماس يعنيها حشد الجميع معها الشيوعي والشيعي، الليبرالي واليساري

ومع ذلك وفي موقف واضح وصريح انسحبت وبهدوء من سوريا وأعلنتها " من نصرنا في الحق لن ننصره في الباطل" ورفضت أن تتحول لميليشيا تشبيحية على غرار حزب الله والجبهة الشعبية القيادة العامة

دفعت ثمن ذلك الموقف وما زالت وبقيت وحدها لسنوات

كنا في السابق نطالب بالدعم العربي ثم بالحياد العربي واليوم نطالب بعدم دعم "اسرائيل" كما تفعل أنظمة مصر والامارات على سبيل المثال

من العام 2011 وحتى نهاية العصف المأكول في العام 2014 لم تحصل حماس على أي دعم من أي نوع لا من العرب ولا من العجم، خاضت خلالها مواجهتين بقدرات ذاتية وتصنيع محلي

أي أنه وخلال 3 سنوات من انحيازها للحق لم يملأ الفراغ أحد بل زاد الحصار والتآمر

للتأكيد على ما سبق نذكّر بالمؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في الدوحة عقب انتهاء الحرب بتاريخ 28/08/2014، حيث توجه بالشكر لقطر وأميرها، ولأردوغان "الرجل الأصيل"، و"للرئيس الثائر المنصف المرزوقي"، والرئيس السوداني، وأمير الكويت، والمسؤولين في عُمان، والرئيس اليمني، والمسؤولين في الجزائر والمغرب، ورئيس وزراء ماليزيا، ثم انتهى بذكر أن هناك "اتصالاً تضامنياً من إيران" التي جاءت قبل مصر السيسي فقط. في اليوم التالي للمؤتمر كانت وسائل إعلام محسوبة على إيران تشن هجوماً كاسحاً على مشعل، كما فعلت جريدة الأخبار اللبنانية في أعدادها الصادرة في الأيام التي تلت المؤتمر الصحفي مباشرة ، من خلال افتتاحياتها، ثم بدأت بنشر تفاصيل المحاضر المسربة لاجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخالد مشعل وأمير قطر الشيخ تميم، والتي جاءت بعناوين مقصودة من قبيل: "أبو مازن لتميم: مشعل يكذب" .

خلال المواجهة الأخيرة في العام 2014 عادت الحرارة لبعض الخطوط المقطوعة بين حماس وايران، مع التأكيد أنهم من بدأ بذلك

تلقفت حماس هذه الاشارات وتعاملت معها لأن في رقبتها شعب محاصر ومليوني فلسطيني في قطاع غزة ينتظرون منها الدعم والموقف وسط تعطيل لاعادة الاعمار وتشديد للحصار

يلح الجانب الايراني ومنذ فترة على زيارة السيد خالد مشعل لطهران، وهي الزيارة التي لم تتم لأسباب لا تخفى على أحد

في 08/12/2014 زار وفد من حركة حماس طهران وبشكل علني

يبدو أن أحد نتائج هذا اللقاء طلب ايراني يركز على الجانب الدعائي في المنطقة لإعادة إيران إلى الواجهة فكان أن قدّم ألناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة شكراً لإيران أثار عاصفة من التساؤلات عن توقيته ومغزاه

في هذا الاطار نوضح التالي:

تصريحات أبو عبيد عن إيران جاءت لتؤكد عدم وجود دعم إيراني في المواجهة الأخيرة

جاء في سياق شكر الدول الداعمة وليس تخصيصاً لإيران

عبارات شكر القسام لإيران على "الصواريخ التي دكّت حصون الصهاينة" "جاء مقيّداً بعبارة "في صولاتٍ وجولاتٍ مضت

تطرق أبو عبيدة لدعم إيران بـ "الصواريخ المضادرة للدبابات التي حطمت أسطورة الميركافا الصهيونية.." وهي إشارة إلى أن الدعم المقصود هو خلال فترات سابقة لحرب غزة الأخيرة، إذ أن ما أُطلق عليه "تحطيم أسطورة الميركافا" أمر قد أصبح من الماضي منذ حرب 2006 على لبنان، ثم حرب 2008-2009 على غزة، ولم تتطرق حماس إلى أي إنجازات من هذا القبيل خلال حرب غزة 2014

في هذا الشأن تحديداً يقول الأستاذ طارق حمّود: فالعبارات التي انطوى عليها شكر القسام تعني أن حماس تدرك ما تريده إيران، وليس لديها مشكلة في تقديمه، دون أن تعطيها ما لم تقدمه فعلاً، بإشارة دقيقة إلى التوازن الذي تصر عليه الحركة بين العلاقة وثمنها. ورغم أن الشكر والزيارة جاءا ليعبرا عن تسليم حماس بضرورة العلاقة مع إيران رغم الأثمان الدعائية، فإن الزوبعة التي حدثت نتيجة لهذا، تعطي إشارة إلى استقلالية نسبية بقرار حماس الداخلي، دون أن يعني ذلك عدم تأثره بالمعطيات المحيطة سلباً أو إيجاباً، وهي نقطة تحسب لحماس لا عليها، ناهيك عن أن التصريحات التي غازلت إيران لم تتطرق للموقف من الملف السوري، الذي بقي ثابتاً لدى حماس دون تغيير.

يبدو أن معاودة الاتصال لم تعجب بشار الأسد الذي هاجم في لقاء امتد لساعات مع بعض الشبيحة من الفلسطينيين القادمين من أوروبا في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2014، وكال الاتهامات لحماس وقيادتها، مستعيناً بأكاذيب لا حصر لها منها: "تواصلت الأحداث ويوما بعد يوم كنا نرصد تدخلات لعناصر من حركة حماس فيما يجرى فى سوريا واعتقلنا بعض هؤلاء، وأطلقنا سراحهم بعد أن جاء إلينا قادة من حماس يستنكرون ذلك، ويقولون لنا إنها حالات فردية، وأذكر هنا حدثا واحدا وهو أن ابنة خالد مشعل وزوجها كانا قد ضبطا بعملية نقل أسلحة مستغلين الحصانة التى كانت ممنوحة لقيادة الحركة، فقمنا باعتقالهما وأطلقنا سراحهما فيما بعد، وكنا نقول لعل وعسى"

في نفس الوقت بدأت ومنذ ذلك الوقت صحف ومنابر إعلامية محسوبة على حزب الله وايران حملة ممنهجة للنيل من حماس وقيادتها السياسية، دون أن تغفل اللعب على وتر قديم جديد وهو الخلافات بين قيادات الداخل والخارج، وبين القيادة السياسية والقيادة العسكرية

منها على سبيل المثال: عدد جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة في 29/08/2014 حيث كتب رئيس التحرير إبراهيم الأمين في افتتاحية العدد مقالاً بعنوان: (لا أمل بالإخوان) وكان مخصصاً للهجوم على مشعل ومؤتمره في اليوم السابق، وكذلك جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة بتاريخ 01/09/2014 بمقال حمل عنوان: أبو مازن لتميم: مشعل يكذب!

استمرت الحملات الاعلامية العدائية وتصاعدت بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية ومنها تقرير نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله في 06 فبراير/شباط 2015 يشير إلى: " إن الحركة تواجه صعوبات داخلية في إتمام عودتها إلى محور المقاومة"، وهو ما اضطرت حماس لنفيه في بيان رسمي في اليوم التالي.

إلا أن أخطر هذه الهجمات والتقارير جاء من الحرس الثوري الإيراني فيما يبدو أنه ردة فعل عنيفة على موقف حماس في موضوع التقارب مع إيران ورفضها الرضوخ للاشتراطات الايرانية، حيث شنَّ موقع "تابناك" الشهير، والذي يتبع للحرس الثوري الإيراني، ويشرف عليه الجنرال محسن رضائي قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق ومستشار خامنئي الحالي، هجوما شرسا على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.

ولأهمية ما نُشر ننقل نصه مع تحديد نقاط محددة:

في سياق من التعليق عما أسماها الموقع "موجة من الأحاديث التي تطرح حول عودة العلاقات الطبيعية بين إيران وحركة المقاومة الإسلامية- حماس"، قال الموقع إن، "خالد مشعل وقيادات حماس وقفوا واصطفوا قبل عامين إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، مطالبين بإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأن إيران ليست لديها أي شروط!"، على حد تعبير الموقع.

وأضاف "تابناك" قائلا: "عندما غادر خالد مشعل؛ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دمشق إلى الدوحة لم يتصور أن الزعماء والرؤساء الذين طالبوا بإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد قد تغيروا، من مصر حتى الدوحة. ولم يخطر ببال خالد مشعل أنه سيُجبر يوما ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري وبشار الأسد، ويلجأ إلى طهران من جديد".

وأوضح "تابناك" أن "محمد مرسي سقط في مصر، ويرأسها اليوم عبد الفتاح السيسي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بشار الأسد. وفي تركيا ترك هاكان فيدان رئيس الإستخبارات التركية منصبه دون أن يسقط بشار الأسد. وفي السعودية، لم يرحل الملك عبدالله فقط، بل إن المسؤولين الأساسيين عن الملف السوري قد تمت إزاحتهم. وفي قطر، أصبح الشيخ تميم بن حمد أميرا لقطر.. وكل هذه التحولات ساهمت في إضعاف حماس، ما جعل قيادتها تفكر بالهجرة إلى تركيا".

وفي إشارة إلى موقف حركة حماس من الثورة السورية، اعتبر "تابناك" أن تحليل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق عن مستقبل المنطقة كان خاطئا جدا، ولكن هناك الآن بعض اللقاءات السرية التي حصلت بين قادة حماس وإيران للتوقيع على ورقة عمل وتفاهم بين الطرفين. لكن هذه الورقة تتضمن بندا يؤكد بوضوح أن حركة حماس لم تغير موقفها من الثورة السورية وبشار الأسد، ولم تتعهد بتغيير موقفها من الأحداث في سوريا.

وأشار "تابناك" إلى أن هناك بعض القضايا التي طرحت قبل أيام، ومنها أن من شروط إعادة العلاقات بين إيران وحماس، تقديم خالد مشعل لاستقالته من رئاسة الحركة.. لكننا نسمع اليوم أن خالد مشعل يرفض المجيء إلى طهران بسبب عدم وجود نية لاستقباله من قبل المسؤولين الإيرانيين الكبار. ويريد مشعل أن يُستقبل بشكل لائق من قادة إيران، بحسب الموقع.

ويضيف في سياق من التهكم أن مشعل، و"عن طريق التظاهر بالمقاومة وإظهار نفسه بالشخص المقاوم حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة طهران".وختم "تابناك" تعليقه عن مشعل وحركة حماس قائلاً: "حركة حماس اليوم في وضع لا يسمح لها بأن تضع شروطاً لعودة مجرى علاقتها بشكل طبيعي مع طهران، وليس من عادة إيران أن تعتمد على أي جهة أو طرف بعد أن ينكشف معدنه الحقيقي"، بحسب تعبيرات الموقع الإيراني.

من الواضح إذن أن حماس ترفض الاشتراطات الايرانية لاعادة العلاقات وهو ما استدعى تدخل المواقع التابعة أو المحسوبة على حزب الله والحرس الثوري الايراني للهجوم على موقف الحركة وعلى رئيسها خالد مشعل تحديداً.

حماس:

لم تغير موقفها من النظام في سوريا وإجرامه

تراعي النزيف المتواصل في سوريا دون أن تستعدي الأطراف الأخرى

ترفض المطالب التي تريد تحويلها لميليشيات تشبيحية

تتعامل بموقف مبدأي وبندية تامة مفادها أن العلاقات هي مصالح لكنها ليست تنازلات ورضوخ لاملاءات

ليست مرتهنة لأحد وإلا لما أثيرت هذه الضجة حول الشكر أو رفع أعلام حزب الله، فلا أحد سيعيب على نصر الله رفعه لأعلام ايران مثلاً لأنه مرتهن بالكامل وتابع رسمي لهم.

وفي هذا الشأن تحديداً: أي احتفالات غزة، لابد من توضيحات هامة حتى لا يختلط الحابل بالنابل:

ما حدث في غزة من رفع لأعلام حزب الله وتوزيع الحلوى غير مبرر إطلاقاُ ولا عذر فيه لأحد

لو أرادوا الاحتفال بعملية أقل من عادية كان بالامكان فعل ذلك دون ابتذال وكلمات مديح لمن ما زال يوغل في دم الشعب السوري ولا رفعوا رايات تقطر دماً أو وزعوا حلوى مذاقها دماء أطفال سوريا

من يحاول التبرير بالضرورة كأكل لحم الخنزير للمضطر، نقول لو اضطررت لأكل الخنزير لن يدفعك ذلك للتلذذ به ودعوة الآخرين عليه ومدحه وإقامة حفلات الشواء على شرفه!

ولمن يبرر أيضاً ويقول أن عدو عدوي صديقي، نقول بحسب هذه المعادلة يحق للعراقي والسوري واليمني اليوم أن يبصق علينا لأن صديق عدوي عدوي، أليس كذلك؟

وأخيراً التحجج بأن العرب تخلوا عن غزة وأهلها، هل رأيتم العرب مثلاً يتراكضون لنصرة سوريا وأهلها لتذكروهم بذلك

خلاصة القول...

رغم موقفي الواضح برفض أي نوع من العلاقة مع القتلة والمجرمين، فالمقاومة أخلاق ومباديء قبل كل شيء، والأخلاق والمباديء لا تتجزأ ليكون أحدهم قاتلاً سفاحاً في الشام وداعماً للمقاومة في فلسطين...

رغم هذا الموقف الشخصي نتفهم موقف حماس لكن لا نبرره...

ما يسع الفرد لا يسع التنظيم وما يسع التنظيم لا يسع الدولة وهكذا...

نتفهمه بحكم المسؤليات والضرورات وكذلك المؤامرات...

هي مواقف تُتخذ تحت ظروف ومعطيات غير عادية وغير طبيعية، لكنها كالسير في حقل الألغام، تُحسب وتقاس بدقة وعناية...

الهجوم المتواصل على قيادة حماس بشكل عام وخالد مشعل بشكل خاص يظهر حجم الضيق والحنق تجاه حركة ترفض أن تبيع أو تتنازل أو ترتهن قرارها...

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها التركيز على مشعل في محاولة لايجاد كبش فداء لتبرير رفض حماس الانطواء تحت جناح أحد...

العلاقة مع إيران لن تعود مطلقاً لسابق عهدها والدعم لن يكون كالسابق مهما تأمل المتفائلون ولأسباب كثيرة منها:

الأزمة الاقتصادية التي تواجهها ايران مع انخفاض أسعار النفط وازدياد رقعة طورتها في المنطقة

الأولوية العقائدية الطائفية لدعم نصر الله والميليشيات الشيعية وليس حماس السنية الرافضة للاملاءات

المعارضة الداخلية المتزايدة لدعم غزة والتي وصلت حد تحوير القصص والأشعار "البقرة التي يذهب حليبها لفلسطين" - بدلاً من الهند، وشعارات المتظاهرين "روحي فداء ايران لا غزة ولا لبنان"

انعدام الثقة بين الأطراف التي اختلفت في أمور مبدأية وجوهرية وهو ما تثبته الحملات الاعلامية التي سبق وأشرنا إليها

رسائل في النهاية:

الأولى: لأدعياء المقاومة والممانعة ومزاوداتهم الرخيصة حول العودة لحضن تلك المقاومة والممانعة، لهؤلاء نقول: من عليه العودة للحق وللمقاومة هو من حرس حدود المحتل منذ العام 2006 وطبق القرار المهين رقم 1701 بحذافيره ولم يطلق رصاصة واحدة إلا على صدور السوريين طبعاً، وليس من خاض 3 مواجهات مع المحتل وما زال، لن نسامحكم ولن ننسى جرائمكم!

الثانية: لأهلنا وأحبابنا في سوريا، ارأفوا باخوانكم وتفهموا حالهم، وتيقنوا أنهم لن يخذلوكم مهما حملت لكم الأخبار والروايات، واعلموا أنهم معكم قلباً وقالباً، فلا تكونوا عليهم وكونوا معهم

الثالثة: لحركة حماس، سددوا وقاربوا وقيسوا المصلحة بقدرها وتذكروا أن الحاضنة الرافعة والداعمة لكم كانت وما زالت هي الشعوب وليست الأنظمة، ولا تتأملوا كثيراً بمن يذبح هناك ويدعي المقاومة هنا، وإن كانت للضرورة أحكام فبدون زيادة أو نقصان.

"وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا" – الاسراء 29