عن محاولة اغتيال المجاهد خالد مشعل قبل عشرين عاما
بقلم: رأفت مرة *
قبل عشرين عاما وقع خبر محاولة اغتيال الاخ المجاهد
خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان علينا كالصاعقة.
تلك الفترة كانت حافلة بالتطورات والاحداث المفصلية في الساحة الفلسطينية
والمنطقة.
انعقد مؤتمر مدريد عام ١٩٩١ ووقعت منظمة التحرير
الفلسطينية اتفاق اوسلو الذي اعترف بحق الكيان الصهيوني في الوجود وتعهد بحفظ امنها.
ثم وقع الاردن اتفاق وادي عربة عام ١٩٩٤ وبدأ المجتمع
الدولي تأسيس السلطة الفلسطينية التي كلفت بتنفيذ اتفاق اوسلو ومضامينه السياسية والامنية
والاقتصادية.
في تلك الفترة جزء من الشعب الفلسطيني ودول المنطقة
قبلوا اتفاق اوسلو و رحبوا به.
حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وفلسطينيون كثر
رفضوا الاتفاق وبدأت مرحلة جديدة من المواجهة السياسية لاسقاط الاتفاق.
في تلك الفترة اشتعلت الارض تحت اقدام الصهاينة.فتم
تنفيذ عمليات جريئة جدا وشجاعة داخل فلسطين المحتلة في تل ابيب ونتانيا والقدس وغيرها.
جاء مؤتمر شرم الشيخ في شهر اذار / مارس ١٩٩٦ ليحاصر
المقاومة مجددا وليصفها بالارهاب.
ثم جاءت العمليات التي نفذتها خلية بيت صوريف التي
سلمت السلطة الفلسطينية افرادها للاحتلال.
في ذلك الوقت كان نتنياهو يصل للسلطة متفوقا على
شمعون بيريز.
اراد كسر اتفاق اوسلو وكسر المقاومة.
المرحلة كانت صعبة جدا والتوتر يسود المنطقة.
عمل نتنياهو على تغيير قواعد اللعبة.
حمل مسؤولية الاحداث لحركة حماس واعتبر ان حماس
تتلقى اوامر من الخارج ومن خالد مشعل تحديدا.
ذهب نتنياهو الى الاخر..نقل المعركة للخارج وكسر
معادلات وتعهدات قديمة واراد تدفيع حركة حماس ثمنا غاليا.
محاولة اغتيال المجاهد خالد مشعل فشلت وتمكن الملك
حسين من تسجيل نقاط مهمة لصالح الموقف الاردني بعدما خرق الاحتلال سيادة الاردن ونفذ
جريمة على اراضيها.
تمكن مرافق مشعل من كشف المنفذين وادخل مشعل للعلاج وخرج الامام الشيخ
احمد ياسين من السجن وقام بجولة عربية مع ابي الوليد ساهمت في تعزيز مكانة حماس الفلسطينية
والعربية والاسلامية.
وعاد مشعل لمواصلة عمله في رئاسة المكتب السياسي
وعاد الامام ياسين الى غزة في استقبال شعبي رائع بحضور ياسر عرفات.
واغتيل ياسين وعرفات داخل فلسطين وبقيت المقاومة
خيارا استراتيجيا وهي تتقدم كل يوم.
* المسؤول الاعلامي في حركة حماس