القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

عيد وعودة

عيد وعودة

/cms/assets/Gallery/1080/526306_319706288166035_1734761361_n.jpg

بقلم: عبد الله محمد

ليس هناك شعور أصعب على المرء من فقدان شخص أو شيء محبب إليه فكيف إن كان هذا الفقيد هو الوطن فتجد المشاعر تختلط بين الفقدان والضياع بالإضافة للغربة التي يصعب على المرء تحملها لان الإنسان خلق وجبل على التآلف والانخراط في بيئته ومجتمعه لكن اذا ما انتزع من هذه البيئة تكون حياته صعبة الأمر الذي ينطبق على حال اللاجئين الفلسطينيين الفارين من بيوتهم ومخيماتهم في سوريا إلى مكان اعتقدوا أن يجدوا فيه الأمان والسلامة لهم ولأسرهم وعيونهم شاخصة ترقب المشهد في سوريامتضرعين لله تعالى أن تكون نهاية الأزمة اليوم قبل الغد ليعودوا إلى بيوتهم التي تربوا وترعرعوا بها تلك المنازل التي لطالما علقت على جدرانها صورة شهيد أو رمز فلسطيني ونادرا ما كانت تخلو من خريطة لوطنهم فلسطين فقد كانوا يعتبرون هذه البيوت محطات انطلاق لمسيرة العودة التي طالما انتظروها إلى بلداتهم وقراهم في وطنهم الأم فلسطين رغم تعدد النكبات تشتت الاحلام. مشهد يصعب ألا نذكره في معرض حديثنا عن عيد الفطر المبارك في أوساط اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان فمن خلال جولة سريعة في أكثر من تجمع للاجئين وجدنا وجوه الأطفال محيرة فيها فرحة وغصة، ضحكة ودمعة. على الرغم من نعومة أظفارهم تجدهم مدركين وواعين للواقع المرير مستذكرين ما كانوا عليه من راحة عيش واستقرار ولما آلت إليه ظروفهم، أما الأهالي فتجدهم يخفون ألمهم عن أطفالهم ولو أن أشكالهم تفضحهم وتظهر مدى التعاسة التي يخبئون لكنهم يحاولون عدم حرمان أبنائهم من فرحة العيد فمن استطاع اشترى لأولاده ملابس العيد ومن لم يستطع أخذهم ليلعبوا بألعاب العيد وهو يعلم بأنه سيقتطع هذا المبلغ من قوت أهله في ظل ظروف صعبة لكن عزاؤه انها ستكون في سبيل زراعة البسمة على وجوه أطفاله وتجد لسان حاله يقول يكفي ما شاهدوه و سمعوه من أهوال الحرب في سوريا ومع هذا كله ففرحة العيد لا يمكن أن تضيع ولا يمكن لأي مصيبة أن تغيرها فشعب تعود على مدى سنين عدة على الألم والحزن لم تخلو حياته من الفرح و بهجة العيد بل وإنك تجد عائلات صنعت كعك ومعمول العيد الذي تعودوا عليه كل عيد رافضين أن يغيروا أو أن ينغص شيء على عاداتهم و طقوسهم.

كل هذه الصفات و الميزات طبعت ووسمت شعبا تعود وتمرس على المصاعب وقسوة العيش ومن يملك مثل هذه الصفات من الصعب جدا تغيير معتقداته ومبادئه التي على رأسها حق العودة إلى وطنهم فلسطين فمهما طال الزمان أو قصر شعارهم واحد بل ويزدادوا إصرارا عليه وهو أن العودة لا عودة عنها مهما اختلف الزمن وتغيرت الظروف.

المصدر: لجنة فلسطينيي سورية