عين الحلوة.. بين التوافق والاستهداف!!
بقلم: هيثم محمد أبو الغزلان
تتكرر عند كل منعطف خطير مقولاتنا حول الخطر الداهم والمرحلة الخطيرة والمفصلية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني وأمتنا، ورغم ذلك تبقى بعض الوقائع تتحكّم إلى حد بعيد بممارساتٍ غير مدروسة قد توصل لنتائج غير مرضيٍّ عنها!!
ويوجد ـ شئنا أم أبينا ـ استهداف واضح لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ويُراد من هذا الاستهداف شطب هذه القضية والعمل على إنهائها بشكل كامل وكلّي خدمة للعدو الإسرائيلي. ومن هنا فإن استهداف المخيمات وتهجير أهلها يأتي في سياق تصفية قضية اللاجئين، ويصبُّ ـ شئنا أم أبيناـ، في إطار لا يخدم قضية فلسطين، أو قضية اللاجئين والعودة إلى أرض الوطن.. وهذا الأمر يتطلب من الجميع المزيد من الحذر والوعي لخطورة المرحلة والاستهدافات الكثيرة والكبيرة والفخاخ السياسية والأمنية والمشاريع التي يُراد تمريرها على حساب شعبنا وقضيته.
ولهذا فإن تحصين الأمن في المخيمات الفلسطينية، والتعاون الكبير الذي يبديه مسؤولو الفصائل الفلسطينية (الإسلامية والوطنية)، لتجاوز بعض المشاكل المفتعلة ـ وغير المفتعلة ـ، والشخصية وغيرها.. إنما يأتي في سياق تفويت الفرصة على بعض المتربصين، وبعض الأجندات العاملة لإيقاع الفتنة في المخيمات الفلسطينية، وبالتالي محاولة حصد نتائج تحرف بوصلة النضال الفلسطيني عن مسارها الطبيعي باتجاه العدو الإسرائيلي.
إن مخيم عين الحلوة (عاصمة الشتات الفلسطيني)، تحمّل في الماضي ولا زال عبء النضال والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي؛ وهو الآن يتحمّل عبء الصمود وعدم التخلي عن قضية العودة إلى أرض الوطن، ويتحمّل رغم كل ما يعانيه أهله عبء المشاركة الفاعلة في إغاثة أهلنا النازحين من سوريا جراء الأحداث الأليمة هناك. وأصبح المخيم أيضاً، بفعل حالة التوافق الفلسطيني الداخلي بين جميع المكونات السياسية الرافضة لإدخال الفلسطينيين في أتون أي أزمة لبنانية داخلية، أصبح عاملاً مساعداً في حل مشكلات لبنانية داخلية أيضاً. وهذا ما عزّز حالة التوافق واللحمة في النسيج اللبناني الفلسطيني؛ بين المخيم ونواب منطقة صيدا والجوار، والقوى السياسية اللبنانية على مختلف توجهاتها وانتماءاتها، وكذلك القوى الأمنية. وهذا بدوره كرّس وبشكل واضح أن المخيمات ليست جزراً أمنية، إنما هي عامل مساعد في استقرار لبنان والتطلع والعمل الدائمين للعودة إلى فلسطين.
وبناء على ما تقدم ينبغي العمل من أجل أن يبقى المخيم محافظاً على وضعيّته وحضوره الإيجابي ـ دوراً وأداء ـ بما يُعزّز من حالة التشبيك المفيد داخل المخيم وخارجه، والابتعاد قدر الامكان عن حالات التوتر و"الإثارة" الإعلامية والتضخيم للأحداث التي لا تخدم في كثير من الأحيان، بل تكون عاملاً سلبياً قد يُسبّب المزيد من الضرر للمخيم وأهله...
وفي الختام، إن حصول بعض الأحداث التي قد تكون مترابطة أو لا تكون؛ قد يحمل في طياته نتائج خطيرة، ولكن أيضاً علينا أن لا نُحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، فهل نحن فاعلون؟!