عين الحلوة وبداية التغيير
في المخيمات الفلسطينية
بقلم: محمود عطايا
لا يختلف اثنان على اننا
كالاجئيين فلسطينيين في لبنان جزء من كل الاحداث الدائرة في المنطقة ورغم ان العنصرية
السياسية تمنعنا وترهبنا الا اننا محور الصراع في المنطقة، اذ ان مصيرنا بالعودة الى
بلادنا هو على المحك، بينما غيرنا مهما اصابه من دمار او تراجع تنتهي بطاولة حوار
ويصبح الاعداء اخوة في بلادهم سواء في سوريا او في لبنان.
اخطار عديدة تهدد وجودنا
في الشتات اليوم، منها ما هو معنوي مثل نكسة جديدة كأهالي مخيم اليرموك مثلا ومنها
مادي والذي سيكون ثمنه حياتنا وحياة ابنائنا ضحية في حروبهم وقرابين لمصالحاتهم، الا
اننا مجردين رغم هذا من اي حق بالكلام او الاعداد لحماية وجودنا فقط لاننا فلسطينيين.
ننتقل الى الصورة الاصغر
عاصمة الشتات الفلسطيني، مخيم عين الحلوة، بما يمر به من احداث في الآونة الاخيرة،
ولنتكلم بفلسطينية مجردة لما فيه المصلحة العامة دون الرجوع الى خلفياتنا او الى انتمائاتنا
ومن نحب ومن نكره. مخيم عين الحلوة برمزيته لبقاء قضية اللاجئيين وحقهم، اليوم في خطر
لا بل اخطار متعددة، فبين احداث سوريا واطراف النزاع في لبنان الى انتمائنا الديني
والعقائدي وانقسامنا الفلسطيني في البيت الواحد بالاضافة الى تبعية الفصائل الفلسطينية
كل الى طرف، نقول من مخيم عين الحلوة ان حق التحرير وحتى حق العودة اليوم في خطر ونحن
شركاء بتصرفاتنا بتسريع المخططات التي ننادي ضدها كشعارات على منابر الوطنية في ذكريات
نكباتنا المتتابعة.
من الامثلة البسيطة في
داخل عين الحلوة ما حدث منذ يومين في حادثة توزيع حزب الله مساعدات على النازحيين السوريين
في مخيم عين الحلوة، نستوقف عندها لنبني التحلايلات لما هو آتي علينا في المرحلة المقبلة.
فبداية المعطيات ان حزب الله اتصل بالمرجعيات الفلسطينية من اجل ادخال حصص تموين الى
النازحيين في المخيم، تمت الموافقة والمباركة من قبل قيادات الشعب الفلسطيني وفصائله
في عين الحلوة، الا انه تبين للعالم اجمع ان هذه الفصائل باتت في خانة اضعف من ان يكون
لها ثبات على كلمة واقل من ان تحكم الاهالي بما تمثله سياسيا في الساحة الفلسطينية،
فلا هم استطاعو حماية الضيف وعجزو حتى عن توزيعها في المخيم.
هذه الحادثة لن تبقى عند
هذا الحد بل ستتجاوزه الى ممارسات اخرى فالطريق قد عبد الآن لاي شخص ليمارس سياسته
ويفرضها بالقوة على الأخرين. فضعفهم يقوي الجميع بما لا يخدم المصلحة العامة وكأهالي لم نعد نرى تمثيلنا لا في هؤلاء ولا هؤلاء وعلقنا
في منتصف البئر، وحين وصلت الامور الى هذا الحد من اللا خجل ولا مسؤولية ومصير شعبنا
مهدد، ما علينا الا ان نبحث عن البديل لهذه الاشخاص المتمسكين بمنصب قد فرغوه او عمامة
قد لوثوها، والذين بات وجودهم عقبة في طريق تقدمنا ونجاتنا من موت جسدي او سياسي محتم،
فمن غير المقبول ان يحكمنا المحكوم او يسيسنا المسيس حتى وصلنا الى عودة المربعات الامنية
والتهديدات العسكرية وحرب وضرب وقصف في داخل مخيمنا، فاي قادة انتم.
الاداء السيء للمرجعيات
جعلنا في وضع اما التغير او التغير لاننا متجهون نحو الاسوأ ببقاء هذه السياسات، والتغير
قادم قادم لان ما يحدث ه تغير اصلا وان كابرو فحتى لا نقع بما وقع غيرنا به علينا البحث
عن بدائل مناسبة لوجودنا وبقائنا على قاعدة مصلحتنا اولا، تعيد اللحمة لابناء الشعب
الواحد وتبدأ بمصالحات داخلية وتنهي المشاكل العائلية ويكون المخيم لكل ابنائه لا مناطق
مقطعة سنصل فيها الى مرحلة تبادل المربعات الامنية.
المصدر: عاصمة الشتات