القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

فدائي وموطني... وبضع كراتين

فدائي وموطني... وبضع كراتين

بقلم: محمد سليمان

بعد سنوات وسنوات على النكبة ومثلها على النكسة، لم يعد لدينا ثقل على رفع رايات التلوين الخشبي المزيف.

أصبحنا نجرّ وراءنا كُرات من حديد محفور عليها اسم لاجئ فلسطيني، تعفّنت أجسادنا من أكياس الطحين على أبواب الإعاشة المذلة من دول هنا ودول هناك.

كراتين، سكر، عدس، أرز، وزيت... إلخ، حتى أضحت حياتنا دكاناً متحركاً في شوارع المخيمات نتلمّس الطعام والشراب أيضاً من هنا ومن هناك.

وماذا بعد؟ ألم تمتلئ بطوننا شبعاً!؟ ألم يحِن الأوان حتى نملأ قلوبنا وعقولنا علماً وبصيرة!؟ وألم يحن الوقت لأسمع صوتي يشجو فوق جلادي، أم أني ما زلت مطروباً من أصوات جوع بطني الذي لم يشبع بعد؟

في تاريخ هذه الأرض شعوب أضحت في التاريخ رقماً، وشعوب أخرى أصبحت في الواقع رقماً، ولكنه رقم صعب فمن نحن؟!

تجول في خاطري أسئلة كثيرة على عدد شعر جَدي الأبيض، الذي ابيضّت عيناه بكاءً، ليس على فلسطين -التي خسرناها كما كنت أظنّ- بل على جيل لم يعد لديه عيون ينظر بها إلى المستقبل، ولا إلى الأمل، ولا إلى أبعد من قدميه.

من هذه الأسلئة: فدائي وموطني، كلمات لأنشودتي الوطن المسلوب منا، فماذا فعلنا لهذه الكلمات الرنانة؟ لا شيء! أصبحنا نقلبها بين مهرجانات النصر بانتخاب لجان وشخصيات، بل وأجهدنا أنفسنا في اختيار أي منهما في البداية وأي منهما في النهاية.

ألحان وأصوات وتصفيق والمعنى ضائع، كُتب على ورق أشبه بهذا الذي ألصق على كراتين المساعدات، إحداهما لنملأ به بطوننا فتخور قوانا، والآخر خدّروا به عقولنا فنمنا نوماً عميقاً على وتر المعنى.

سلامي إليك يا علمي، فلا أنا فدائي ولا أنت أضحيت موطني!