فعلاً لا
قولاً.. «بالوحدة الانتفاضة.. نحمي القدس والأقصى»
بقلم: ياسـر عـلي
هو عنوان المهرجان
الجماهيري الذي نظمته حركة المقاومة الإسلامية – حماس في لبنان دعماً لانتفاضة
القدس.. فكان العنوان اسماً على مسمّى، وجاء مهرجاناً وحدوياً انتفاضياً، أثبت عمق
الاسم وبعد النظر والإصرار على الالتزام بما أقرّته الحركة من أهداف.
الرسائل التي أطلقها
المهرجان في الكلمتين السياسيتين لممثل الحركة في لبنان علي بركة، ولنائب رئيس
المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، كانت موجودة في التفاصيل التي رسمتها اللجنة
التنظيمية للمهرجان. وفيما يلي بعض الإشارات التي يمكن إضافتها إلى رسائل الكلمات:
كان لافتاً انضباط المهرجان
تنظيماً وتوقيتاً، حيث كان لفرق العمل المنتشرة في القاعة أثرٌ كبير في ضبط
المهرجان، فهذه الفرق المهتمة بالتنظيم والانضباط والاستقبال والتشريفات وتنسيق
البرنامج وإدارة المسرح، كانت مرتبطة بشكل مباشر مع اللجنة الرئيسية ورئيسها الذين
اهتموا بكل التفاصيل قبل المهرجان لضبط الإيقاع والإخراج المناسب له.
بالإضافة إلى التوقيت الذي
اهتمت به اللجنة، وكانت قد أعدّت برنامجاً للمهرجان يبدأ في الساعة 12، وينتهي في
الساعة 2:45، وهذا ما حصل.. حيث التزم الخطباء والفرق والممثلون والعرفاء بالتوقيت
الصارم والأداء المنضبط.
أما المشهدية الفلسطينية،
فقد كانت فلسطين هي المسيطرة على المشهد، من خلال عدد كبير من الأعلام والكوفيات
الموزعة في القاعة، حيث كان عدد رايات حماس كفصيل فيها قليلاً جداً.. مما أرسل
رسالة مهمة إلى الجميع أن انتفاضة القدس تحدد المظلة التي تستظلها شرائح الشعب
الفلسطيني كافة.
ولم يكن الحضور أقلّ دلالة
من المشهد، فإذا كان مشهد العلم الفلسطيني، يلفت إلى المظلة التي تجمع شرائح الشعب
الفلسطيني، فإن الحضور أكّد وجود هذه الشرائح السياسية والاجتماعية والعمرية
(وخاصة عنصر الشباب والنساء). حيث تماهى الحضور مع شرائح شعبنا وأبنائه المنتفضين المشاركين
في انتفاضة القدس.
وقد شاركت معظم الفصائل في
هذا المهرجان، وقدمت حركة فتح نموذجاً واضحاً لإرادة التقارب مع حركة حماس، وهو
نتيجة جهد يُبذل منذ أكثر من سنة، حيث كانت حركة حماس قد ساهمت بشكل كبير في تشكيل
القيادة السياسية الموحدة للفصائل الفلسطينية في لبنان، وإطلاق مبادرة حماية
الوجود الفلسطيني في مخيمات لبنان. هذا الحضور الذي مثّل مختلف شرائح منظمة
التحرير الفلسطينية، سفيراً ومسؤولين سياسيين وقادة عسكريين وفصائلَ وقوى فاعلة،
فضلاً عن فصائل التحالف المعارض.
أما المشهد المسموع، فلا
يقلّ عن أهمية عن المشهد المرئي، حيث كانت الكلمات وحدوية، والهتافات والأناشيد
وحدوية متضامنة مع انتفاضة القدس..
لقد شكّل المهرجان فرصة
جديدة لتثبيت الوحدة الفلسطينية في لبنان مرة أخرى.. ولعلها في هذه المرة تكون
أقوى وأدوم وأبقى، حيث ستضيف انتفاضة القدس ومقاومة الداخل سبباً أساسياً جديداً
لتكريسها.
فلنكرّس هذه الوحدة على
قاعدة المقاومة والانتفاضة، من أجل تحقيق أهدافنا كقضية وشعب، ويقيناً سنحقق
الانتصار إذا صدق الشعار «بالوحدة الانتفاضة.. نحمي القدس والأقصى».