فلسطينيون في كل مكان
إيمان بشير
التأفف من أداء وسائل الإعلام
اللبنانية في التعاطي مع «كليشيه» الفلسطيني لم يعد ممكنا كتمه في المخيمات.. هنا مقالة
اخرى عن الموضوع في الملف.. المصري!
لم أتخيل أن تقريراً بهذا
القدر من اللامهنية والعنصرية كان بإمكانه أن يظهر على إحدى الشاشات اللبنانية، المفترض
أن تكون حيادية بالنسبة لغيرها من المحطات التابعة لاحزاب او قوى سياسية محلية، حسب
ما كان يظن متابعوها ونحن منهم. الا ان تقرير مراسلة محطة الجديد من مصر، وهي القناة
المشار اليها اعلاه، قال إن أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من الفلسطينيين
والسوريين «كانوا يملأون ميدان رابعة العدوية». تلك «الحقيقة» التي كشفت عنها المراسلة
من خلال فيديو يُظهر بعض المعتصمين في الميدان المذكور وهم يدبكون الدبكة السورية،
لم تستطع ان تؤكدها حتى بمقابلة واحدة، لتسأل من بعد عرض الفيديو مباشرة السؤال القنبلة
«أين يتجمع السوريون والفلسطينيون المؤيدون لشرعية مرسي؟»، وبالطبع اجابت نفسها بالجواب
التالي: لم نستطع ان نقابل احداً، ولم نصوّر الا ما اجبرنا المعتصمون على تصويره لانهم
انهالوا علينا بالشتائم! يعني؟ اين رأت فلسطينيين وسوريين اذا لم تستطع ان .. تراهم؟
تأتي الإجابة الثانية:
حملات اعتقال لناشطين من حركة حماس في مصر مع رفض الحكومة المصرية السماح للسوريين
بدخول أراضيها حالياً.
قد يكون ما ذُكر في التقرير
من حيث الوقائع صحيحاً وقد لا يكون، إذ لا يمكن تصديق أو تكذيب الوقائع وخاصة أن التقرير
لم يعرض أي مقابلة مع فلسطينيين أو سوريين في ميدان رابعة العدوية، بل تبين ان المراسلة
استندت في مقدمته إلى فيديو قصير مأخوذ عن... الإنترنت للدبيكة السوريين المزعومين.
يا حبيبي على المهنية..
الأظرف ان المراسلة كانت تتلو تقريرها بوجه مسموم. قد يكون معها حق ان «ينسمّ بدنها»
إذا كانت الوقائع حقيقية طبعاً، ولكنْ؟ فيديو عن الانترنت؟ وخبر حكومي عن اعتقالات
لحركة حماس؟ أين مهنية المراسلة والمحطة في تقرير مبني شكلاً ومضموناً على اللاشيء..
اللهم الا تبنّي البروباغندا الحكومية المصرية في تجييش الناس على «الاجنبي» وهو هنا
السوريون والفلسطينيون؟
ومن مصر إلى لبنان وعودة
إلى أحداث عبرا. تناقلت الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية وجود مناصرين للشيخ احمد
الأسير في تخوم تعمير مخيم عين الحلوة، وقالت ان تلك العناصر المناصرة لشيخ الفتنة
كانت بالفعل تشارك في المعارك مع الجيش اللبناني، لتنهال الاتصالات فلسطينياً للحث
على عدم جرّ المخيمات الموجودة في صيدا على المشاركة والتورط بالتالي في الأحداث الدائرة
هناك، هذا إلى جانب الاستنكارات اللبنانية لتدخل مخيم عين الحلوة تحديداً في تلك المعارك
بين جهتين لبنانيتين..
لكن عفوا.. لحظة يا جماعة..!
وهل تعتبر اصلا منطقة تعمير عين الحلوة جزءاً من مخيم عين الحلوة؟ بالطبع لا! لكن من
يقول ذلك للشاشات اللبنانية ومراسليها «الميدانهيين» الاشاوس؟ وإن كانت تسكنه عائلات
فلسطينية؟ ما دخل الفلسطينيين؟ هل تعلم تلك الشاشات الجاهلة والمتسرعة ان أكثر سكان
التعمير، وبدون منازع، هم لبنانيون أيضاً! لا أحد يُنكر أن فلسطينيين، وسوريين ايضا،
شاركوا في معارك صيدا، لكن الم يسمعوا بالمثل الفلسطيني الذي يقول «السايب عايب مين
وين ما كان»، وهذا يعني وجوب تلافي التعميم لتشمل لبنانيين وفلسطينيين وسوريين لا حول
لهم ولا قوة بما جرى في صيدا.
بسبب خبر واحد، يمكن إشعال
فتيل حرب قد تمتد. صوموا عن أخباركم الملغومة والمتسرعة، تصحّوا.
www.aljadeed.tv/MenuAr/news/DetailNews/AlNashrat.html?Id=76396
المصدر: الأخبار