القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو العراق.. ما بين نكبة ونكبة تهميش مدمر

فلسطينيو العراق.. ما بين نكبة ونكبة تهميش مدمر

أنور الشيخ

منذ عام النكبة 1948 كبقية اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا وهجروا إلى الدول العربية المجاورة الأخرى الأردن، سوريا، لبنان، مصر وعلى الرغم من قلة عددنا نحن فلسطينيو العراق المهجرين قهرا وقسرا من ارض الوطن فلسطين إلى ارض بلاد الرافدين، إلا أننا كنا قوة سكانية واجتماعية مهمة في قاموس الفكر الصهيوني العنصري ودسائسه فلم تكتفي الحركة الصهيونية بإخلاء المدن والقرى لكل من يافا وعكا وطبريا ومن حيفا..

قرى اجزم، وجبع، وعين غزال، والمزار، وعين حوض، والطيرة، والمزار، والصر فند، وكفر لام وغيرها..

لتستوطنها باليهود المستوردين بل عمدت على متابعة تهميشهم وتدميرهم وعدم الإقرار بحقوقهم وتسجيلهم بمنظمة الأمم المتحدة، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أسوة بإخوانهم اللاجئين، أو حتى التفكير بالعودة من الأقطار العربية إلى وطنهم وذلك من خلال كل الإجراءات والقوانين التي سننتها الأنظمة العربية السياسية التي لعبت دورا مكملا في الكارثة بضياع فلسطين وحقوق اللاجئين وامتدت المعاناة إلى وقتنا الراهن... ناهيك عن أن كل القرارات التي صدرت عن المنظمة الأممية آنذاك التي اعترفت بدولة (إسرائيل) مشترطة بإقرار حق عودة اللاجئين والتعويض إلى ديارهم شريطة الاعتراف بها.

لا نحتاج إلى جهد في البحث والتفكير لمعرفة الجناة في تشريدنا وتهجيرنا من الوطن... القاصي والداني يعرف هذه الحقيقة إنهم الغرب بريطانيا وتناوبت معها فرنسا ثم أميركا وحكامنا العرب من أبناء عمومتنا.. فلسطينيو العراق ما بين نكبة ونكبة وما بينهما التهميش المدمر لماذا يثار هذا الموضوع؟؟ ألان.. نثيره لعدة أسباب، لنستفيد من التجارب المريرة التي مرت بها أجيال شعبنا من الأجداد والآباء والأبناء والآن الأحفاد،.. نكب أجدادنا عندما خرجوا، وشردوا، وهجروا، سمو الأسماء كما تشاءون، فكانت البداية الأليمة وتأسس عليها ماضينا القريب وحاضرنا الأليم...لا تقولوا لنا الظروف كانت صعبة والهجمة شرسة والمؤامرة كانت اكبر من إمكانياتنا وقدراتنا !!؟، لكن.. هل كان بالإمكان أن نبقى مزروعين بالأرض رغم القتل والمجازر؟؟،،، انه وطننا الموت بحضنه ارحم ألف مرة من الاغتراب وقوانينه التعسفية الجهنمية التدميرية، هنا تكمن بداية لتأريخ حياة تراجيديا الدراما الكوميديا السوداء للاجئ لا نهاية قريبة لها في المنظور القريب... وهنا لا نبحث عن مبررات لاتهام أجدادنا وآبائنا حاشاهم من ذلك، إنما ننبه الأجيال القادمة من القادم المجهول.. والقادم قد لازال يتربص بعد نكبة فلسطين بنكبة العراق الكارثة لفلسطينيي العراق.. عشنا أكثر من ستين عاما في العراق بعد النكبة الأولى بفلسطين منذ عام 1948.. عشناها وتجاذبتنا الرياح والعواصف السياسية والقوانين المجحفة الاغترابية الظالمة بحقنا... والإحساس المفجع بالاغتراب النازف المستمر والإساءات والظلم والجور من الحكام والمحكومين المتخلفين.. تصوروا بعد أكثر من ستين عاما في العراق،، وقد عاشها جيلين جيل النكبة وجيل بعد النكبة.. لم تسعفنا الحياة المشتركة.. العشرة.. والزاد والملح مثلما يقول المثل العراقي واعني هنا الحياة معا بالسراء والضراء والمصاهرة والتعليم والدراسة والجيرة لسنوات خلت.. وهنا لا نعمم على كل الشعب العراقي فالأخيار منهم كثر، ولكن غلبة وسطوة المتخلفين قد طغت.. كنا دائما نستشعر ونقلق من الخطر القادم انه المجهول.. من غوغائية كنا نسمعها.. (نزل ويدبج على السطح).. إلى بعتو اراضيكم.. والخ واقصد هنا المستقبل المجهول في ظل مجتمعات عربية تنخرها آفات التخلف المتصارعة والمتطاحنة بتركيبتها المعقدة فيما بينها، ومخلفات الاستعمار القديم والحديث وتغذيته المستمر للنعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والقطرية.. ونذكر هنا ونحن نلوم نظام وطني في العراق قبل الاحتلال بسنوات على سبيل المثال لا الحصر قد سن قانون بحق اللاجئ الفلسطيني في العراق بلائحة ممنوعات.. يمنع تسجيل اللاجئ الفلسطيني باسمه... سيارة، وعقار، ومحل بقاله، أو حلاقة، ومهن أخرى والهاتف، أو حساب بالبنك جاري أو إيداع، وشركة ومعمل... لم يبقى شي من مصادر الرزق والمعيشة هذه هي تفاصيل حياتنا كانت قد توقفت لعدة سنوات.. ففي احد مراجعاتي لبعض الأوراق تخص شهادة الميلاد لتسجيلها وتصديقها في مديرية الإقامة ببغداد قلت لأحد الموظفين.. هل يمنع تسجيل المولود بنسبه لأبيه الفلسطيني أم مطلوب أيضا تسجيل المولود باسم عراقي أم لا يحق لنا أن نسجل أبناؤنا بولي أمره... هذا الواقع المرير جزء بسيط من مشهد لحياة الإنسان اللاجئ الفلسطيني في العراق..فجاء الاحتلال الأميركي وإذنابه العملاء لتكمل اللوحة السريالية المبهمة بلون الدم لفلسطينيي في العراق.. نعيد ونؤكد.. هنا لا نتهم أنفسنا أو نجلد ذاتنا ولا نبحث عن أعذار للقنوط والاستسلام للأمر الواقع أنما نوصفه كما هو.. بما لنا وما علينا وخاصة بعد غياب الفعل والعمل الجمعي والتكاتف في حياتنا في العراق، للحديث بقية.

المصدر: موقع فلسطينيو العراق