القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو الـ 48 ومنظمة التحرير

فلسطينيو الـ 48 ومنظمة التحرير

بقلم: عادل عبد الرحمن

في ضوء التطورات الجارية لاعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، يبرز سؤال علمي ووجيه: ماذا عن فلسطينيي داخل الداخل؟ لماذا لا يجدون من يمثلهم في إطار المنظمة؟ واين الغضاضة في تمثيلهم؟ أليست منظمة التحرير الوعاء الوطني الحاضن للكل الفلسطيني أينما كان؟ وأليست هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب في اصقاع الدنيا؟ فمن أولى من الفلسطينيين المتجذرين داخل الارض العربية الفلسطينية؟ وماذا يعني وجودهم داخل الدولة الاسرائيلية؟ هل يحول دون وجود تمثيل لهم؟

أم ان التسوية السياسية الميتة، والتي تشيعها حكومة نتنياهو صباح مساء تسقط حقهم في التمثيل داخل البيت الفلسطيني؟ وهل التسوية تعني تمزيق تمثيل الفلسطينيين؟ واين مصلحة شعبنا وقيادته في استمرار تجاهل تمثيل ابناء الشعب داخل الخط الأخضر؟ وما هي الحكمة السياسية من إغفال مكانتهم ودورهم داخل المنظمة؟ ألم تفكر القيادة السياسية في المستقبل البائس، الذي ترسمه "إسرائيل" للشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا تفكر القيادة الرسمية لشعبنا فيما ستؤول إليه الأمور في حال إغلاق "إسرائيل" لبوابات خيار حل الدولتين للشعبين؟ وهل كان يجب على الاتحاد الأوروبي ان يطرح وثيقة خاصة بابناء شعبنا داخل "إسرائيل"، وإثارة قضيتهم، كقضية مركزية في ظل تجاهل قيادة منظمة التحرير لقضيتهم وهمومهم؟ وما هو دور ابناء شعبنا في الضفة والشتات لدعم كفاح فلسطينيي الـ 48 ضد كل اشكال التمييز العنصري؟ أم ان الأمر مقتصر على القوى السياسية ونواب الكنيست الفلسطينيين؟ وهل يتناقض الدعم والتكافل الوطني في الأراضي المحتلة عام 67 والشتات مع جهود الحركة الوطنية داخل الخط الاخضر؟ وماذا فعلت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في رفع قضية اشقائهم في داخل الداخل؟ ام على ابناء الشعب الفلسطيني ان يتركوا أشقاءهم لقمة سائغة لعصابات الدولة الاسرائيلية ومخططاتهم العدوانية، التي استنزفت الارض الفلسطينية في النقب، ودمرت قرية العراقيب اكثر من (30) مرة، والقوانين العنصرية تطاردهم صباح مساء في الكنيست الاكثر تطرفا ويمينية في تاريخ الدولة العبرية، حتى أذان المساجد يريدون ان يوقفوه؟ ولماذا لا تفكر منذ الآن القيادة الفلسطينية في إعادة النظر في خيار حل الدولتين والتقدم في هجوم السلام نحو خيار الدولة الديمقراطية الواحدة في ظل التوحش الاسرائيلي العدواني الهادف لاقتلاع القدس الشرقية وتهويد ومصادرة الاراضي يوميا في الضفة؟ وما المانع في ذلك؟ وأين هو رصيد خيار حل الدولتين في "إسرائيل" وامريكا واوروبا والرباعية والعالم؟ وماذا تبقى منه حتى نتمسك به شهرا تلو شهر وموعدا تلو آخر و"إسرائيل" نتنياهو او غير نتنياهو تقضم الارض والمصالح الوطنية يوما بعد يوم؟ ألف سؤال وسؤال، نعم هناك ألف سؤال وسؤال مطروح على بساط القيادة الفلسطينية لتقف امامها وتضع أجوبة محددة عليها. ليس بالضرورة، ولا يجوز طرح إلغاء السلطة الوطنية الآن، ولكن وبوجود الكيان (الحكم الاداري الذاتي الهش) مطلوب وقفة جدية مع الذات الوطنية لاعادة صياغة برنامج العمل الوطني الكفيل بتعزيز هجوم السلام الفلسطيني وعلى ارضية تعزيز التمثيل الفلسطيني للكل الفلسطيني وفي المقدمة منهم ابناء شعبنا في «داخل الداخل». آن آوان النهوض من سبات الحركة السياسية، ولعل الخطاب الذي القاه الرئيس ابو مازن في الـ 23 من ايلول الماضي في الامم المتحدة شكل بداية هجوم السلام، وتغيير بعض قواعد اللعبة مع دولة الاحتلال الاسرائيلية، ولا بد لهذا الهجوم ان يتعزز ويتقدم للأمام لا أن يعود القهقرى. ولا مجال للتقدم وإرباك حسابات دولة الاحتلال ومن يقف خلفها إلا بالمزيد من التقدم المسؤول والشجاع لإحداث هزة سياسية داخل المجتمع الاسرائيلي وفي أوساط الادارة الامريكية واقطاب العالم كله، مستفيدين من جملة التحولات الهائلة في العالم العربي والعالم على حد سواء، فأمريكا ليست أمريكا، التي كانت قبل عشرين عاما، وأميركا لن تكون يوما مع مصالح الشعب الفلسطيني، والقيادة الصهيونية ليست جاهزة ولا مستعدة للتقدم خطوة واحدة باتجاه السلام وتطبيق مرجعياته الاممية؟! إذاً ماذا تنتظر القيادة؟ هل تنتظر ضياع ما تبقى من الارض والحقوق وبعد ذلك تقف خاوية اليدين؟ أم تنتظر رحمة الله تنزل على الشعب الفلسطيني بالسلام؟ إن رحمة الله موجودة ولكن الله يطالب القيادة والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالتحرك والمبادرة الفورية للنهوض بالذات الوطنية، وكفى انتظارا.

المصدر: جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية