فلسطينيو سوريا.. نكبة
وخذلان
بقلم: علاء خليل
منذُ بدء الأحداث الدامية
في سوريا، وفلسطينيو سوريا يُسامون سُوءَ العذاب، من قتل واعتقال وحصار.
وثَّقت «مجموعة العمل
من أجل فلسطينيي سوريا» في أحدثِ تقاريرها الاستهداف المنظَّم للمخيَّمات الفلسطينيةِ
وحصارها، ووِفقَ التقرير فإنَّ هناك تدميرًا ممنهجًا للبنى التحتية في المخيَّمات والتَّجمعات
الفلسطينية، وكشفَ التقريرُ عن أرقام مرِّعبة لعدد الضحايا، فقد بلغ عددهم حتى هذه
اللحظة 3210 إضافةً إلى مئات المعتقلين، وآلاف المهجَّرين في دول الجوار والاتحاد الأوروبي.
إحصاءاتٌ تَكشفُ عن
حجمَ المأساة
التغريبة مستمرة، أرقام
المهجرين.
- «15500» لاجئ فلسطيني
سوري في الأردن.
- «42.500» لاجئ فلسطيني
سوري في لبنان.
- «6000» لاجئ فلسطيني
سوري في مصر، وذلك وفق إحصائيات وكالة «الأونروا» لغاية يوليو 2015.
- «8000» لاجئ فلسطيني
سوري في تركيا.
- «1000» لاجئ فلسطيني
سوري في قطاع غزة.
- أكثر من »71.2« ألف
لاجئ فلسطيني سوري وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية ديسمبر- كانون الأول 2015.
- المخيَّمات والتَّجمعات
الفلسطينية مدمَّرة ومُحاصرة
- مخيم اليرموك:
«1036» يومًا على حصاره، وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من «1097» يومًا، والماء لـ«586»
يومًا على التوالي، عدد ضحايا الحصار «186» ضحيةً.
- مخيم السبينة: يُمنع
الأهالي من العودة إلى منازلهم منذ حوالي «891» يومًا على التوالي.
- مخيم حندرات: نزوح جميع
الأهالي عنه منذ حوالي «1083» يومًا بعد سيطرة مجموعات المعارضة عليه.
- مخيم درعا: حوالي
«744» يومًا لانقطاع المياه عنه ودمار حوالي «70%» من مبانيه.
- مخيمات جرمانا والسيدة
زينب والرمل والعائدين في حمص وحماة: الوضع هادئ نسبيًّا مع استمرار الأزمات الاقتصادية
فيها.
- مخيم خان الشيح: استمرار
انقطاع جميع الطرقات الواصلة بينه وبين المناطق المجاورة باستثناء طريق «زاكية – خان
الشيح».
في كل ما تمخَّض من
أحداثِ عن النكبة الفلسطينية الجديدة، بحق فلسطيني سوريا ، تبلورت مسألة «قديمةٌ حديثة»
وهي مرجعيَّة الفلسطينيين في دول الشتات، ومدى استيعاب مشاكِلهم واحتضانهم.
وإذا أردنا أن نبدأَ
من أشدِّ الظواهرِ وضوحًا لكلَّ متابع، فلنبدأ بموقفِ السّلطة الفلسطينية التي وجدت
فيما حَدث، فرصةً سانحة لإعادة العلاقات مع النظام السوري بحجةِ خدمة اللاجئين الفلسطينيين،
ولم يجنِ الفلسطيني في سوريا، سوى إضفاء الشرعية على الجرائم بتفويض مبطَّن من قبل
«سلطة أوسلو»، بالمقابل استفادت حركة فتح فقامت بافتتاح مكاتبها المغلقة سابقـًا في
انتهازيّة بَشعة يندى لها الجبين.
في المقابل لم يرَ الفلسطينيون
من الفصائل الفلسطينية، سوى بيانات صحفية واستنكارات لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
ولهذا وجد الفلسطيني
السوري نفسه يتيمًا، تتجاذبه قسوة الحياة في زحمة الاصطفافات السياسية، ولعلَّ هذا
هو جوهرُ المأساة الفلسطينية.
لقد ظلَّت تلك الشعارات
الرنّانة التي يحملها الساسة، وأصحاب القرار هي المشكلة الأساسية في كلِّ السياقات
التاريخية، لأزمات الفلسطينيين لاسيما في الشتات.
الشّعارات الممجوجة
التي يحملها السّياسيون، كان هدفها البحث عن شرعية مفقودة وثروات وسلطة وهمية.
ونحن اليومَ نشهدُ معركةً
أخرى، وقد تكون حاسمة، ينبغي لنا أن نكون فيها أصحاب القرار ولابدَّ لنهرِ الدماء،
وآهات المعتقلين، وأنَّات المهجرين، أن تصنع عنوانيها المفصليّة.
يجب أن نتغَّير لنغيّر،
فحركة التاريخ لا ترحم أحدًا، إنَّه ربيع «فلسطيني فلسطيني» سيُبنى على أساس الموقف
والاستقلال والإرادة، متجاوزًا الفصائل والتحزباتِ المقيتة.
ملاحظة: جميع الإحصاءات
موثقة من «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» مؤسسة حقوقية مقرها لندن.
المصدر: مجموعة
العمل