القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سوريا يتشاركون المعاناة مع إخوانهم السوريين

فلسطينيو سوريا يتشاركون المعاناة مع إخوانهم السوريين

بقلم: ماجد أبو دياك

هل قدر على الشعب الفلسطيني أن يلاحق في بلاد تشرده ولجوئه من أنظمة الذل والعار التي تاجرت بدمائه ردحا من الزمن؟!

هل يحتاج هذا الشعب المنكوب لمزيد من المآسي والمظالم والمعاناة فوق ما يكابده أصلا في لجوئه وغربته عن وطنه وما يتعرض له أهله على يد المحتل من إرهاب وقتل وتشريد؟!

ما يتعرض له هذا الشعب من مذابح على يد النظام السوري وعملائه شيء يندى له الجبين ويجلل بالعار أنظمة ظلت تتغنى بالكفاح والنضال والدفاع عن الشعب الفلسطيني وتزايد على قياداته بصمودها وتصديها للعدو.

من قبل انكشفت أقنعة عن أنظمة عربية واليوم ينكشف المزيد منها، فحينما تشعر هذه الأنظمة بتهديد لحكمها، فإنها لا تميز بين أبناء شعبها والفلسطينيين، بل تبدأ في اعتبار هؤلاء أعداءها إذا حاولوا النأي بأنفسهم عما يجري في البلاد.

تقول إحصائيات إن نحو 750 فلسطينيا استشهدوا على يد النظام منذ انطلاق الثورة السورية، وتؤكد الأخبار الأخيرة أن نظام الأسد استخدم الطائرات الحربية لقصف مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، بل تعمد قصف أحد المساجد التي لجأت إليها العائلات هروبا من القصف، حيث رأينا صورا مأساوية للشهداء ومناظر مروعة للجرحى الذين سقطوا بيد هذا النظام الممانع!

لقد نأى الفلسطينيون بأنفسهم عن الصراع ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وحين أعيت حماس الحيلة في نصح النظام المجرم في سوريا بدايات الثورة قررت الخروج بلا جلبة حفاظا على أرواح الفلسطينيين، ولكن ذلك لم يشفع للفلسطينيين حتى مع التزام قيادة المنظمة الصمت عما يجري في سوريا لنفس السبب الذي دفع حماس للخروج بصمت.

إلا أن نظام العصابات البعثية أبى إلا أن يطبق مقولة من ليس معنا فهو ضدنا وعمد إلى دعم تنظيم القيادة العامة للعمل ضد كل شخص يتحرك ضد النظام السوري من بين السوريين الذين يعيشون في المخيم فضلا عن ملاحقة ومطاردة الفلسطينيين ومحاولة تجنيدهم لصالح النظام.

وإذا كان عناصر الجيش الحر قرروا الدخول لبعض أحياء المخيم ضمن معركتهم مع النظام فإن هذا لا يبرر قصف المدنيين وهدم البيوت والمساجد. ولكن المنهج الذي تعامل به النظام مع المدنيين السوريين ظل هو المنهج الهمجي الذي يتعامل به مع المدنيين الفلسطينيين.

وهكذا يدفع الفلسطينيون في الشتات الثمن مرتين، مرة على يد العدو ومرة أخرى على يد الأنظمة على اختلاف مسمياتها. ولكن دماء الفلسطينيين ليست أغلى من دماء السوريين التي سالت أنهارا وبحورا على يد النظام المجرم، فها هو يتشارك الألم والمعاناة مع إخوانه السوريين وسيقطف انتصار الثورة معهم بإذن الله.

ولعل هذا ما يخفف الألم ويداوي الجراح، في صراع بين أنظمة شمولية أو ديمقراطية مزيفة وبين الشعوب العربية التي لا زالت تتوق للحرية. وسيأتي اليوم الذي سيعم خير ثورات العرب على فلسطين ويدفع بالصراع مع العدو الأكبر إلى الأمام وصولا إلى تحرير الأرض والشعب.

المصدر: السبيل