فلسطينيو سورية
في لبنان لا لجدار العار وحصار أهلنا في مخيم عين الحلوة
بقلم: فايز أبوعيد
أثيرت موجة من
الغضب وعدم الرضى بين أواسط اللاجئين الفلسطينين السوريين المهجرين إلى لبنان عامة،
والقاطنين منهم في مخيم عين الحلوة البالغ تعدادهم 726 عائلة بسبب بدء الحكومة اللبنانية
بإقامة جدار عازل حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، رافضين سياسة
العزل الجماعي للمخيمات الفلسطينية في لبنان، معتبرين أن هذا الاجراء مخالف للقوانين
والمواثيق الدولية ولمبادئ حقوق الانسان، فيما أعتبر البعض منهم أن إقامة هذا الجدار
من المتوقع أن يستخدم في المستقبل كأداة ضاغطة على أهالي المخيم من خلال حصارهم ومنع
دخولهم أو خروجهم منه وإليه، و منع إدخال المواد الغذائية والطبية إليه، واستخدام سلاح
الجوع ضدهم لفرض أجندات خاصة.
عمل خطير وعنصري
الكاتب والباحث"نبيل
السهلي" ابن مخيم اليرموك اعتبر أن الجدار الذي تقوم الحكومة اللبنانية ببنائه
حول مخيم عين الحلوة هو عمل خطير وعنصري يشبه جدار الفصل العنصري الذي اقامه الكيان
الصهوني، معتبراً أن مجرد البدء في بنائه من ناحية غرب المخيم إنما هو بداية إزالة
معلم من معالم النكبة، كما أنه سيزيد من بؤس أوضاع اللاجئين في المخيم على المستوى
الاقتصادي والمعيشي، متسائلاً حول دور القوى اللبنانية التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني،
وموقفها من هذا الجدار، مطالباً تلك القوى
رفض فكرة بناء الجدار العنصري حول المخيمات وتمكين اللاجئين من العيش الكريم بغية تحسين
قدراتهم لجهة المقاومة والصمود أولاً.
كما طالب السهلي
من القوى اللبنانية الداعمة للحق الفلسطيني الضغط لاصدار قانون يسمح للاجئين العمل
في قطاعات الاقتصاد اللبناني حيث يحرم الفلسطيني في لبنان من ممارسة 174 مهنة، ونوه الكاتب والباحث نبيل السهلي إلى
أن هناك جدران عديدة تحيط باللاجئين الفلسطينيين منها اسمنتي كالجدار الذي تمت عملية
بنائه حول مخيم عين الحلوة، ومنها غير اسمنتي كمنع الفلسطيني في العمل ومنعه من الملكية
أيضاً والتضييق عليه لدفعه للهجرة من لبنان.
الجدار لا سند
قانوني له
أما المحامي
"نهاد حسن" فقد شدد على أن بناء الحكومة اللبنانية جدار العار حول مخيم عين
الحلوة لا يجد السند القانوني له لأنها تقيمه على أراضيها، مؤكداً أن لبنان يبرر عملية
بناء الجدار قانونياً بحجة التضييق على الإرهابيين ومحاصرتهم، الأمر الذي يجد آذاناً
صاغية له خصوصاً مع رمي الاتهامات والإشاعات عبر وسائل الإعلان المختلفة عن وجود داعش
والقاعدة ومختلف المنظمات الإرهابيةداخل المخيم ولديها خطط للقيام بتفجيرات في مختلف
المناطق اللبنانية، وأضاف الحسن أنه بالإمكان البحث في تكييف الأمر بالنسبة لكونه يجسد
فكرة الفصل العنصري، واعتباره جريمة ضد الإنسانية
لكونه يزيد في التضييق على مجموعة كبيرة من اللاجئيين الفلسطينيين– يقدر عدد سكان مخيم
عين الحلوة 70 ألف – ويزيد في معاناتهم الحياتية بكافة أشكالها ، والمراقبين في الفترات
السابقة كانوا على اطلاع بالتجاوب الكبير من أهالي المخيم وكذلك انقياد الفصائل الفلسطينية
لكافة مطالب الأجهزة الأمنية اللبنانية ، ولكن الأخيرة كافآتهم بأن وضعت سور ثقيلاً
عليهم.
الجدار مدان بكل
المقاييس
وبدوره قال الباحث
والكاتب"إبراهيم العلي" المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين:"إن هذا
الجدار مدان بكل المقاييس الدولية والإنسانية والعربية"، مشيراً إلى أن بناء هذا
الجدار عامل توتر وزيادة في المعاناة والألم وإمتهان للاجئ الفلسطيني، لذلك نحن ندين
إنشاء هذا الجدار، ونطالب الحكومة اللبنانية أن تعيد النظر في التعامل مع اللاجئين
الفلسطينيين، وأن يتم التعامل معهم من منظور إنساني سياسي، وليس من منظور أمني، ومراجعة
قراراتها واتخاذ خطوات إيجابية تجاه اللاجئين الفلسطينين تخفف من معاناتهم وتفسح أمامهم
المجال للعيش بكرامة في لبنان، وأكد العلي
في نهاية حديثه أن اللاجئ الفلسطيني هو بمثابة ضيف في كافة الدول العربية وينتطر قطار
العودة نحو فلسطين .
هل يستحق مخيم
عين الحلوة أن يفصل بجدار
فيما رأى الصحفي
"وسيم وني" أن مخيم الحلوة يعد عاصمة الشتات لشعبنا الفلسطيني ومنه انطلق
الابطال والفدائيين في عمليات ضد العدو الاسرائيلي فهل يستحق مخيم عين الحلوة بان يفصل
بجدار عن محيطه وإخوته اللبنانين، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية تنظر بشكل دائم إلى
المخيم على أنه بؤرة إرهابية. وطالب الوني من الدولة اللبنانية التعاطي مع أهالي مخيم عين الحلوة بعين الإنسانية في ظل الأوضاع
المعيشية والاقتصادية والظروف الإنسانية القاسية التي يعانوها داخل المخيم.
يذكر أن مخيم عين
الحلوة يقع بالقرب من مدينة صيدا حيث يبعد عن وسطها ٣ كلم فقط، وهو يعتبر امتداداً
عمرانياً متصلاً مع المدينة. وهو أكبر المخيمات من حيث السكان في لبنان، وتبلغ مساحته
حوالي 1 كم مربع، ويعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان . وتفرض القيود الأمنية على
سكان المخيم بالمجمل وكأنه عقاب جماعي لمئة ألف من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا
جمل لهم بما يجري.