فلسطينيو سورية وناقوس الخطر
محمد أبو ليلى- صيدا
ناقوس الخطر قد دق، وأن الآتي أعظم بكثير، بهذه العبارات يمكن أن نلخص حجم الأزمة التي يمر
بها اللاجئون الفلسطينييون في لبنان بشكل عام والنازحون الفلسطينيون القادمون من سورية
بشكل خاص.
وقد بدت الحيرة من أمرنا أنتحدث عن الأزمة الاجتماعية
أو الاقتصادية أو الديمغرافية أم عن ماذا؟ نتحدث عن البطالة أو الفقر أو ضيق المساكن
وتدني المستوى التعليمي داخل أوساط اللاجئين النازحين الفلسطينيين المتواجدين في التجمعات
والمخيمات الفلسطينية المنتشرة بكافة المناطق اللبنانية.
وقد صدق من قال إنهم " أصحاب الهجرتين
" فالهجرة الأولى النكبة الأليمة التي
حصلت للشعب الفلسطيني والهجرة الثانية هي التي ما نشاهدها الآن. وربما يقول البعض إن
الأزمة مؤقتة وإنهم سيعودون إلى مخمياتهم ومن هناك سيعودون إلى فلسطين، والبعض الآخر
يشير إلى أن الأزمة أطول بكثير مما هو متوقع وأن أفق الحل مسدود وأن أزمة النازحين
ستطول. وكأن مسمى لاجئ لم تكن كافية لهؤلاء الذي هاجروا من فلسطين إلى سوريا ليقال
لهم اللاجئ النازح الفلسطيني.
سنحاول من خلال هذا المقال أن نلخص أبرز المشاكل التي
يعاني منها النازحون لنضع المسؤولين أمام مسؤوليتهم ونقول:
أولاً : أعداد النازحين تنذر بتفجير سكاني
الأزمة طالت والمشاكل تتفاقم يوماً بعض يوم وتنذر بالخطر
القادم بكافة الأصعدة ومنها على الصعيد الديمغرافي أو المعيشي أو الطبي أو التعليمي،
فعدد النازحين الفلسطينيين الذي دخلوا لبنان وبحسب الإحصائيات الرسمية حوالى 25000
نازح فلسطين وأن النسبة الأكبر من هؤلاء النازحين قد دخل مخيم عين الحلوة حيث تتحدث
اللجان الشعبية عن دخول حوالي 1200 عائلة أي ما يقارب الـــ 7000 شخص وهذا ما ينذر
بانفجار سكاني لا يحمد عقباه خاصة أن المخيم وقبل الأزمة السورية كان يشهد أزمة سكانية
خانقة.
ثانياً: الوضع الصحي
الشيء الآخر الذي يدق ناقوس الخطر هو الصعيد الطبي، فقد
أشارت بعض الفحوصات التي أجرتها بعض العيادات المتنقلة على النازحين الفلسطينيين والسوريين
أن هناك عينات مرضية معدية يحملها بعض الأطفال أو النساء والشيوخ العجز. أضف إلى ذلك
أن وكالة الأونروا لا تتكفل بعلاج المرضى الذين هم بحاجة إلى عمليات جراحية وإن أردت
تقديم المساعدة فلا تتكفل إلا بنصف المبلغ المترتب على المريض.
ثالثاً: الأونروا مسؤولة
أما الأونروا فما زالت تنتظر الـــ 8 ملايين دولار لتقديم
المساعدة اللازمة للنازحين الفلسطينيين، مما ولّد شرارة الإعتصامات من قبل النازحين
الفلسطينيين بوجه الأونروا في كافة المخيمات
الفلسطينية مطالبين الأونروا بضرورة تقديم المساعدات العينية والإغاثية أبرزها
المأوى ودفع بدل الإيجار، وضرورة الاستمرار في توزيع العينات الغذائية على النازحين
الفلسطينيين باستمرار، خاصة أن بعض المصادر
ذكرت أن الأونروا وكافة المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني أوقفت في الآونة الأخيرة
تقديم المساعدات على النازحين القدماء لتعطي الأولوية للنازحين الذي قدموا من سورية
في الآونة الأخيرة..
رابعاً: الأوضاع المعيشية
أما عن الوضع المعيشي فحدث عنه ولا حرج، خاصة أن أعداداً
كبيرة من الشبان النازحين عاطلة منذ نزوحها عن العمل معتمدة على المساعدات التي تجنيها من هنا أو هناك. ولا بد من الإشارة هنا إلى
أن الدولة اللبنانية تمنع اللاجئ الفلسطيني الذي ولد على أرضها من العمل بأكثر من
70 مهنة!!! فكيف سيكون حال أصحاب الهجرتين.
الخلاصة
المحصلة، يمكننا أن نقول بأن نقوس الخطر قد دق وأن على
المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين والأونروا والمؤسسات المحلية والاجتماعية أن يدركوا
جيداً حجم المسؤولية المترتبة عليهم اتجاه النازحين الفلسطينيين وأن يضعوا خطة منهجية
لاستيعاب وتشغيل والاهتمام صحياً بهؤلاء الفلسطينيين قبل فوات الأوان..
المصدر: البراق، عدد نيسان، 2013