فلسطين المتحدة.. مشروع رائد بامتياز
بقلم: محمد سليمان
بعد كل تلك التناقضات في فريق السلطة الفلسطينية بين تعريب القضية وتهويد القدس.. يأتي الصوت السلطوي في دولتنا الفلسطينية المراهقة: «نريد فلسطين عضواً في الأمم المتحدة».
نحن مع قيام الدولة الفلسطينية ومع إنهاضها كدولة ذات سيادة تتمتع بكامل مقوماتها الاقتصادية والثقافية والعسكرية... ولكن لو جزّأناها بما هي عليه الآن! هل سنجد أياً من تلك المقومات؟! سوى علم يرفرف بأربعة ألوان لم يكن للسلطة يدٌ في رفعه؟
إن معطيات مثل هذا التمثيل كعضو في هيئة الأمم المتحدة، هو بمثابة سكين حاد ينحر كل ثائر قاوم وكل دم نزف وكل طفل استشهد لتحرير كامل التراب الفلسطيني...
إن المعادلة التي أنشأتها السلطة الفلسطينية لمزج كل تلك التركيبات، هي معادلة غير محقة أبداً بحق شعبنا لا في الداخل ولا في الشتات.. فمن ناحية أنها ستقتل المقاومة المسلحة وهي الحق المشروع لأصحاب الأرض.. ومن ناحية أخرى ستسلب حق العودة للاجئين خارج أرض فلسطين، وستحرمهم من مقومات الحياة التي تساعدهم على العيش تحت أدنى سقف من الحياة الكريمة...
إن هذا المشروع الرائد الذي تتهافت عليه الدول العربية وعلى رأسها مشكورة الجامعة العربية، ما هو إلا تخفيف عطايا وإسهامات هذه الدول على حد تعبيرهم، وإرسالها إلى أماكن أكثر فحوى من فلسطينيي الشتات...
فمنذ زمن ليس بقريب قامت «الأونروا»، وهي المعني الوحيد بإعالة الشعب الفلسطيني في دول الطوق وهي الدول الأقرب إلى فلسطين بتقليص خدماتها... فمن التعليم إلى الطبابة إلى...إلخ.
ومن ثم تغير شعار «الأونروا» من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، إلى وكالة اللاجئين الفلسطينيين، وتتوالى هذه الفصول على مسرح الحياة الفلسطينية اليومية... فهل كانت تلك مقدمة لهذا المشروع المسبق الصنع والقديم الحديث أم ماذا؟
ومن الأغرب أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً.. بتصريحاتها، والتلويح باللجوء إلى استخدام (الفيتو) علماً أن من أهم سياساتها الخارجية هي التوصل إلى حل مع السلطة الفلسطينية وما يسمى «الكيان الصهيوني» وبث فكرة التعايش المشترك بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. ولكن لو دقّقنا أكثر في هذا، سنجد أن المشروع الأمريكي هو عبارة عن سياسة (إبقاء الحال على ما هو عليه) لعدة أسباب أهمها:
1- إبقاء السيطرة الكاملة على مقدرات النفط في المنطقة بتواجدها الدائم بحجة الصراع العربي الإسرائيلي.
2- بيع المزيد من الأسلحة للوطن العربي الذي لا يكاد يعرف كيف يفكّ الخط في التكنولوجيا العسكرية الأمريكية.
ونحن نعلم، والسلطة الفلسطينية تعلم أيضاً، أن مثل هذا المشروع غير قابل للحل، بل وأصبح أكثر تعقيداً من ذي قبل، وخصوصاً أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أصبحت على شفا حفرة من الانهيار، فهذه السلطة التي تتكلم باسم الشعب الفلسطيني مشكوك بشرعيتها منذ البداية.
فمن ناحية لم يتمّ انتخاب الرئيس وأعضاء الحكومة بشكل شرعي من قبل كافة الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم سواء من دول الطوق أو حتى ما تعدّاه، ومن ناحية أخرى لا توجد مقومات الدولة الحقيقية القادرة على إدارة نفسها دستوريا أو اقتصادياً أو حتى جغرافياً.
فهل من مجيب: إلى أين ستؤول بنا تلك العضوية؟
المصدر: خاص لاجئ نت